أعترف أولا أن بوستي هذا كان رده فعل علي هرطقات إبراهيم المليفي، و الذي و للأمانه لم أتعرف عليه إلا من خلال زميل التدوين المخضرم بو جيج. و بالفعل آلمني كلامه و تناقضاته، فهو حينا يدعي أن الورقه البيضاء ” وعي شعبي إيجابي”، و حينا يشبه أصحابها بالمتعاونين مع الإحتلال و هم “ يريدون توصيل رسالة ادانة للعملية السياسية برمتها وعلى الخصوص بعض نواب مجلس الامة لأدائهم البرلماني السيئ” . و لكني آثرت التأني بالرد لجمع الأفكار و التعقل بالرد، أي استخدم بروآكتفيه ستفن كوفي و التي ذكرها في كتابه “ 7عادات لأشخاص مؤثرون في مجتمعاتهم . و هي” أن لانستسلم لرده الفعل، بل نبادر إلي إقتراح الحلول”، فخطر علي بالي أن السبب في حده إسلوب المليفي و تلونه، ممكن أن يكون اساسها مشكله في التواصل بينه و بين من يتبنون هذه الحمله و لم يفهم مقصدهم مع أنه دخل في نياتهم، و قد تكون اللغه مشكله أو الإسلوب لإيصال المعلومه! لا آدري
و لذلك قررت الرد عليه لأبين وجهه نظري الشخصيه كأحد المتبنين لهذه الحمله
عزيزي
دعك من معمعه الإنتخابات و الغوص في الصدور لمعرفه مجاهيل الأمور، أنا واحده مواطنه عاديه جدا، ما لي بالسياسه و لا آهلها. و لكني ناشطه و بطريقتي و إسلوبي الخاص، أحاول كأي مواطنه المشاركه في أمور البلد علي قدر إستطاعتي، مو بكيفي، غصب عني، إسأل ولد العاشره في اليرموك اللي أحرج الصرعاوي و الجاسم، كيف عرف إن نواب الأمه يتهاوشون؟ و أنت يا أيها السياسي المحنك (كل واحد بالبلد صار سياسي محنك) رد علي بعد أن تعرف وجهه نظري قبل الدخول في نيتي من تبني الحمله
أولا: الورقه البيضاء بالنسبه لي هي البصيص الباقي من الأمل اللي فقدته بتعاقب الحكومات، أنا كنت موظفه سابقه بالحكومه و أتعامل مع ميزانيات مشاريع حكوميه حيويه ، و عاصرت “مهاوش” مجالس الأمه و الحكومات المتتاليه، كانت لدي طموحات كبيره كما لغيري من المهندسين، تكسر سنه بعد سنه من جراء هذا الخلاف و الذي كانت نتيجته تحميل المشاريع علي السنوات القادمه بسبب تعطيل المجلس لها سنه بعد أخري. أو الموافقه علي الميزانيه في الربع الأخير من السنه الماليه و إحداث ربكه في خطه عمل المهندسين بإحداث فائض في السنه الماليه، فيستغلها العاملون في الشئون الماليه لتوزيع البونصات علي العاملين في الوزاره، مبتدئين بكبار الموظفين كلهم و نزولا عند الموظف العادي الذي لم يحالفه الحظ و لم تساعده الواسطه للحصول علي لقب إداري و يعتمد تزكيته علي مديره المباشر. و التوزيع يتم بعمليه نسبه و تناسب حسب علو الموظف علي السلم الوظيفي، و لا أنكر، فلقد صابني طشار من هذا البونص في كل سنوات عملي الإداري. و لكن تستطيع أن تتخيل معي من كان له نصيب الأسد. هكذا توزع البونصات في الوزارات: من فائض الميزانيه كل سنه. و من كان له الدور الرئيسي في زياده الفائض بسبب عدم التمسك بالخطه الزمنيه الأصليه؟
عدم وصول المجلس و الحكومه إلي تراض بين الطرفين، أي المهاوش بلغه إبن العاشره
و هذا الحجي عزيزي قديم، أنا تركت الوزاره أكثر من أربعه سنين و الخلافات كانت أقل وقتها، فمابالك اليوم؟
مشاريع البلد واقفه يا المليفي و ثغرات القوانين علي قفي من يشيل، الدوله في وضع لا تحسد عليه اليوم، و ما أقول يمكن هالمجلس يكون آخر فرصه لنا في تطبيق حكم الشعب علي الشعب، فلا أملك أنا و لا أنت النظر في المستقبل. أقول لا أدري ما ستؤول إليه الأمور، فأنا لست منجمه. و لكن بدراستي المتواضعه للوضع الراهن أستشف كما إستشف غيري علي أننا في عنق الزجاجه اليوم، فخمس حكومات في أربعه سنوات لا تبني بلد، إسأل مجرب، بل تسهل عمليات الفساد من خلال ثغرات القوانين
المشكله عزيزي حسب ما أراها سببتها الحكومات السابقه في تبنيها فكر السلفيه في مدارسها النظاميه و عولمتها و في الإعلام الموجه منذ أكثر من عقدين من الزمن، و ما نواب الأمه المنتمين إلي الفكر السلفي و الإخوان و الشيعي و القبلي و الذين هم الأغلبيه اليوم في المجلس إلا صنيعها، لآنها بالأساس لم يكن لديها خطه و لم تكن بروآكتيف تنظر إلي المستقبل، بل كانت ريآكتيف علي حسب الظروف. و اليوم المتورط الأكبر في كل العمليه هي الحكومه، لان المجالس المتتاليه و بنفس الشخوص المحنطه و كأنها توارثت الكراسي الخضراء ما هم إلا متسلقون و صائدون في المياه العكره. الحكومه هي التي أبعدت شعبها عنها و عن الولاء لها، لتقدس شخوص من يمثلها. و هي التي أبعدتهم عن المشاركه في الإنتخابات لآنهم يعون إنه ” ماكو فايده”، و أغلب هؤلاء هم ليبراليو الفكر، لا ينتمون لحزب ليبرالي أو وطني أوقبلي أو طائفي بعينه بل هم كما ذكرت ليبراليو الفكر من الشعب المحبط
لنري أسوأ ما يمكن تحدثه الورقه البيضاء: فوز الإسلاميون و الطائفيون و القبليون و إكتساحهم الساحه. مو هذه صنيعه الحكومه و منذ سنين؟ عيل خليها تتعامل معاهم. و هذا وجهي إذا مشي أي مشروع أو توقفت الإستجوابات. و أقصي ما يمكن أن نتمناه هو أغلبيه ليبراليه تتمسك علي الأقل بأدني مباديء الليبراليه، فتحطم أسس الطائفيه و القبليه و حتي البورجوازيه ، و تهتم بشئون المواطن بصوره عامه، فتشرع القوانين التي تسير أمور البلد الواقفه، مع عدم التفرقه بين المناطق الإنتخابيه و أهلها لآنه بعد القسم النائب يمثل الوطن. و هذا من شأنه أن يأتي بالنتيجه علي الأفراد فلا يحتاج الواحد منهم أن يلجأ لنائب ليمشي له معامله في دولته علي خدمه من المفروض أن تقدمها الدوله له، و هذا حلم إبليس بالجنه. و علي إفتراض وجود هكذا نواب، فكم سيكون عددهم؟ خذ خمطه عشوائيه من النازلين في الإنتخابات، لتعرف ما أقصد
فنظره واحده لوجوه المرشحين ستعرف فيها من هم الفائزون مقدما، فهؤلاء هم من إنتخبهم الشعب و الشعب ثقافته ثقافه المدارس النظاميه الحكوميه، أي الحكومه هي من خلقتهم، ففقدتهم٠
المواطن العادي لا يهمه من يفوز، ما يهمه هو ماذا يسيفعل من يفوز له شخصيا، أيضا كما ذكر إبن العاشره “شنو راح تسوون للأجيال القادمه؟” يهمه أن يرتاح في بلده و يطمئن علي مستقبل أولاده. و رجوع الوجوه التقليديه جربناها. و مصير المجلس الجديد لن يكون أفضل من المجالس التي سبقته و بنفس الوجوه الإستغلاليه التأزيميه
يعني النتيجه في أسوء الحالات و أفضلها سيكون حل آخر للمجلس
إذا ما هو دور الورقه البيضاء؟
شخصيا لم أسمع بها إلا خلال بعض المدونين و في يوم الإنتخابات ٢٠٠٦ أو قبلها بيوم و كانت في الشاميه، و عندما فهمت مغزاها أعجبت بمن تبناها. كان مغزاها إرسال رساله غضب لكل من نزل الدائره الثانيه من الوجوه القديمه و التي كان متوقعا فوزها. و كانت النتيجه كما توقعوها: فوز نفس الوجوه.
و بما أن نفس الظروف تحيطنا اليوم كما كانت تحيطنا في إنتخابات ٢٠٠٦ فهل نتوقع أي تغيير في النتائج؟
الموضوع ليس ضربه للوضع السياسي في البلد، الموضوع موضوع الحث في المشاركه لمن تخاذل في الماضي عن المشاركه في الإنتخابات، و أغلب هؤلاء هم من الليبرالين المحبطين و الذين لن يشاركوا أصلا في الإنتخابات
و لا يقصد من الموضوع إنتقام من النواب السابقين، بل يقصد منه تنبيههم أن هنالك خطأ ما في العمليه برمتها، و إذا لم يكونوا جادين في إيجاد الحلول الجذريه لنشل البلد من عنق الزجاجه، فالإفضل لهم أن يتركوا السياسه لمن هم أهل لها، و يهتموا بتجارتهم. فالإقتصاد هو عمود البلاد و الدوله لا تستغني عنهم
أما بالنسبه للشعب و وعيه فلازلنا عزيزي مراهقين في تفكيرنا العاطفي، و ما ينتج في كل إتخابات مازال قيد “الأقربون أولي بالمعروف”
مع أني أري أن هذا المعروف هو سبب إنتكاساتنا سنه بعد أخري، تعادلها الحكومات الضعيفه من ناحيه أخري
و في النهايه أعيد و أكرر
من له أمل بشخص يثق به حياه الله، فالورقه البيضاء ليست له. الورقه البيضاء لكل من يشك بقدرات الناخبين في دائرته، و لكل من يحتار لمن يعطي صوته لعدم وجود من يمثله فكريا، فيسأل الأهل و الأصحاب (شخصيا ترد لي الكثير من هذه الرسائل من ربعي و خصوصا في السالميه و الفحيحيل)، و لكل من يتنازل عن حقه في إختيار من يتناسب مع فكره و يرضخ للأفضل من بين السيئيين. و الأهم من كل هؤلاء هي دعوه للمشاركه لكل من لم يشارك في الماضي بسبب الإحباطات المتكرره
و إذا كنت أنا غلطانه، أقنعوني بخطأي و أنا مستعده أن أتنازل عنه، و لكن لا تدخلوا في النيات
Recent Comments