لازالت الأخبار المفزعة للسيول و الفيضانات التي ضربت باكستان تهل علينا و نحن في شلل من هول المفاجأة فلا نعرف ماذا نفعل تجاهها، و كيف نستطيع أن نكون بالعون ممددي الأيادي دون أن يؤدي تدخلنا إلي دعم الإرهاب في بؤرته. فهذه الدولة التي كانت تابعة للهند قبل عام ١٩٤٧م وبعدها حصلت علي إستقلالها بالتقسيم الإنجليزي للهند و باكستان و بنجلادش لتصبح دولة إسلامية لم تعرف الإستقرار منذ ذلك الحين ، فما هو يا تري السبب. و لماذا الهند العلمانية و التي يبلغ حجم سكانها تسعين في المئة أكثر من باكستان، و بها إثنيات عديدة منهم مسلمون يشكلون ثالث أكبر إثنية في العالم وصلت إلي القمر في أكتوبر ٢٠٠٨م بصواريخ محلية الصنع، بينما لازالت باكستان تتردي أوضاعها الإجتماعية و الإقتصادية يوما عن يوم؟
فتش عن الإسلام
بالأمس تعرفت علي سيدة أعمال هندية، لديها شركة خاصة بالتقنيات في وادي السيليكون، في الصالون الذي أتعامل معه. ذكرت لي السيدة و التي أتت إلي أمريكا في منتصف الثمانينات مع زوجها الطالب أنها تنوي الرجوع إلي الهند حيث أصبح العمل هناك مدرا بصورة أكبر و خصوصا بعد مشكلة الإقتصاد العالمي و أثره علي السوق الأمريكي. و كانت السيدة و هي تتحدث عن بلدها بكل فخر فرحة برجوعها علي الرغم من أن لديها الجواز الأمريكي و الحياة المرفهه هنا، و لكنها فضلت الرجوع حيث أنها تقول أن وجودها هناك أفضل لأمريكا و للهند، فالشركة التي تملكها تعمل أيضا علي إستيراد العقول التقنية، و ليس هنالك حاجة للقول أن الهند و الصين هما أكبر دولتان تصدران هذه العقول لأمريكا٠
الهند و باكستان، شعب واحد، يملك شفرة جينية واحدة و مع ذلك فالهند تهب كالأرنب في وثبها إلي الأمام و الحداثة و التقدم مع إختلاف عقائد شعبها، و باكستان تتقهقر إلي الوراء في إتجاه معاكس مع أن شعبها ١٠٠ في المئة مسلمون، فما هو السبب يا تري؟
فتش عن الإسلام
قد يهب البعض بوجهي الآن ليقول أن السبب هم المسلمون ، أي هم البشر و ليس الإسلام، و أنا لا أختلف معهم، و لكني لا أستطيع أن أفرق اليوم بين ما يفعله المسلمون و بين ما هو الإسلام، لأن الجميع يدعي أنه يطبق الإسلام و يعمل تحت مضلته. فالإسلام هو ما يطبقه أصحابه و ليس ما بين دفتي كتاب عتيق له تفسيرات عديدة بعدد المسلمون
إنظر ما يحدث اليوم في باكستان، فالسيول و الفيضانات التي إنجرفت في الثاني و العشرون من يوليو ٢٠١٠م و التي بدأت في مقاطعة بلوشستان، ثم داهمت نسبة المياه المرتفعة مقاطعة خيبر-باختونخوا قبل أن تصب في إقليمي البنجاب و السند شردت أكثر من ٢٠ مليون لاجيء في مناطق تقع جميعها ضمن الحدود التي تحارب فيها أمريكا جنود طالبان و القاعدة، و تتسم بسيطرة الفقر المدقع علي شعبها كما تتصف بسيطرة المجاهدين الإسلاميين الإرهابيين ضد حكومات باكستانية ضعيفة متتاليه منذ تحرير باكستان٠
اليوم تتباري كل من أمريكا و المتأسلمون السياسيون العالميون لكسب الشعب الباكستاني المنكوب عن طريق تقديم المساعدات الإنسانية لها. و هذا لا غبار عليه إذا لم يكن وراءه غرض سياسي إرهابي. فأمريكا و التي تبرعت بمقدار ٧٦ مليون دولار و أرسلت أساطيل من المعونات ستصل إلي باكستان في نهاية شهر سبتمبر ، كما ذكر البنتاغون ، ليس بإستطاعتها أن تلبي الإحتياجات الفورية الآنية كما هم المسلمون المتشددون و الإرهابيون في باكستان و الذين يسيطرون عليها و تأتيهم المساعدات من الخليج، حيث يعمل هؤلاء مستغلين قربهم من المكان بتقديم مساعدات إنسانية . فالتقارير الواردة من هنالك تقول أن جميع الملاجيء و مراكز المساعدات التي أسرعت في تلبية نداءات الإغائة في البداية كانت لمتشددين من أمثال جمعية علماء الإسلام و لشكر طيبه و ربيبتها جمعية الدعوة و التي وضعتها الأمم المتحدة في قائمة الإرهابيين ، و كذلك فتحت ملاجيء من قبل الإرهابيين من مثل مدرسة الحقاني و التي سميت بإسم خريجها جلال الدين الحقاني المعروف بأعماله الإرهابية، كما أن المدرسة تخرج سنويا المئات من الجهاديين الإنتحاريين . هذه المدرسة فتحت أبوابها لما لا يقل عن ٢٥٠٠ لاجيء تقدم لهم الغذاء الساخن و المياه و الكهرباء و المساعدات الطبية علي مدار الساعة
إن الفعل الإنساني و الذي يتنافس فيه الطرفين عمل سامي و يشكرون عليه إينما كان مصدره، و لكن ذلك لا يجب أن يعمينا من غرض كل جهه في تقديم هذه المساعدات. فالإرهابيون الإسلاميون بتقديمهم المساعدات للشعب يكسبون تأيدهم السياسي و الإجتماعي حاليا ليحكموهم مستقبلا . أما أمريكا أو بالإحري سياسة أو إستراتيجية أوباما المعلنة في باكستان فهي تفعيل الحكومة الباكستانية كشريك إستراتيجي و علي مستوايات عدة بما في ذلك التطور الإقتصادي و توقف العنف و تطبيق القوانين المدنية علي الجميع بما فيهم المقاطعات الشمالية و التي يسيطر عليها طالبان أو طلبة الدين الإسلامي و ذلك لما يشكل ذلك من فوائد تجارية و أمنية للطرفين . فباكستان تملك القنبلة النووية و هذا يشكل خطرا لكل العالم و ليست أمريكا وحدها، و لذا فالإستقرار في باكستان من المفروض أن يكون شأن عالمي و ليس فقط أمريكي، و لكن هذا الإستقرار لا يمكن أن يتم بدون وعي الشعب الباكستاني. و الشعب الجائع ، الشعب المتشرد ليس لديه الوعي الكافي لطلب الإستقرار بل أغلب الضن أنه سيكون عبدا ذليلا لمن يأويه و يغذيه، و قد يكون مشروعا جديدا لتفريخ الإرهابيين ، و هذه مسئولية كل واحد منا
دولة الكويت و حكومتها الإسلامية تبرعت بخمسة ملايين دولار في البدء، ثم رفع المبلغ بأمر من الأمير إلي ١٠ ملايين . و منذ الأمس و تلفزيون الكويت يعمل علي جمع التبرعات و لمدة يومين (الجمعة ٢٠ و السبت ٢١ أغسطس ٢٠١٠) و ذلك باتفاق مع “الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية” مع وزارة الإعلام على تنظيم هذه الحملة لإغاثة منكوبي باكستان، و شخصيا شاهدت بعض المنادين بهذه الحملة و مديريها من جمعية الإصلاح و جمعية التراث و بيت الزكاة و جميع هذه الجهات عليها علامات إستفهام في تصريفها للأموال الخيريه في الماضي و لا يوجد عليها مراقبة حكومية فاعله و فوق ذلك كله يصادف الحدث رمضان حيث تزيد الزكواة و الخيرات من الأهالي. و الأهالي عندما ينفقون بالخير لا يعرفون أين تصرف، إنما يلقون كل ذلك كدين في رقبة من يجمعه (قطها براس عالم و أنت سالم) و هذا لعمري هو التخلف الذي سيؤدي حتما بالقضاء علي كل البشرية و من ضمنهم نحن، لأن الخطر أكبر مما هم يتصورونه بفعل الخير ، بل هم يساهمون بالشر عندما لا يتحملون مسئولياتهم في التدقيق من مصب هذه الأعمال و طريقة تصريفها٠
أعطيكم إياها من الآخر: الإسلاميين ليسوا ثقه، إحذروهم و لكن لا يعني ذلك أن تقطعوا التبرعات الإنسانية، بل قوموا بها من واقع المسئولية. إختاروا من يوصل هذه الأموال بعناية و دراية مسبقه بعدم وجود أجندات مستقبلية مدمرة لها، فهنالك العديد من الجهات التي توصل التبرعات بغرض إنساني بحت، و أطباء من غير حدود مثلا هو إحداها، و هذا رابط
http://www.doctorswithoutborders.org/news/article.cfm?id=4652&cat=field-news
و هذا رابط أخر للتبرع عن طريق اليونسكو
فلا تكن مدمرا عزيزي، إذا لم يكن بيدك أن تكون بانيا
خارج نطاق التغطية:٠
“”ماذا دهاه رب المسلمون ؟ هل إحولت عيناه؟
كلمات قالها المدون الغائب الحاضر أبا الحكم إبن هشام
فألا يري رب المسلمين أن الفساد أكثر إنتشارا في مدينة نيويورك ؟ فلماذا يضرب شعب باكستان المسلم الفقير بطوفان غضبه؟
تحياتي
Recent Comments