رمضانيات ٢- و لله في أمره شئون

لازالت الأخبار المفزعة للسيول و الفيضانات التي ضربت باكستان تهل علينا و نحن في شلل من هول المفاجأة فلا نعرف ماذا نفعل تجاهها، و كيف نستطيع أن نكون بالعون ممددي الأيادي دون أن يؤدي تدخلنا إلي دعم الإرهاب في بؤرته. فهذه الدولة التي كانت تابعة للهند قبل عام ١٩٤٧م وبعدها حصلت علي إستقلالها بالتقسيم الإنجليزي للهند و باكستان و بنجلادش لتصبح دولة إسلامية لم تعرف الإستقرار منذ ذلك الحين ، فما هو يا تري السبب. و لماذا الهند العلمانية و التي يبلغ حجم سكانها تسعين في المئة أكثر من باكستان، و بها إثنيات عديدة منهم مسلمون يشكلون ثالث أكبر إثنية في العالم  وصلت إلي القمر في أكتوبر ٢٠٠٨م بصواريخ محلية الصنع، بينما لازالت باكستان تتردي أوضاعها الإجتماعية و الإقتصادية يوما عن يوم؟

فتش عن الإسلام

بالأمس تعرفت علي سيدة أعمال هندية، لديها شركة خاصة بالتقنيات في وادي السيليكون، في الصالون الذي أتعامل معه. ذكرت لي السيدة و التي أتت إلي أمريكا في منتصف الثمانينات مع زوجها الطالب أنها تنوي الرجوع إلي الهند حيث أصبح العمل هناك مدرا بصورة أكبر و خصوصا بعد مشكلة الإقتصاد العالمي و أثره علي السوق الأمريكي. و كانت السيدة و هي تتحدث عن بلدها بكل فخر فرحة برجوعها علي الرغم من أن لديها الجواز الأمريكي و الحياة المرفهه هنا، و لكنها فضلت الرجوع حيث أنها تقول أن وجودها هناك أفضل لأمريكا و للهند، فالشركة التي تملكها تعمل أيضا علي إستيراد العقول التقنية، و ليس هنالك حاجة للقول أن الهند و الصين هما أكبر دولتان تصدران هذه العقول لأمريكا٠

الهند و باكستان، شعب واحد، يملك شفرة جينية واحدة و مع ذلك فالهند تهب كالأرنب في وثبها إلي الأمام و الحداثة و التقدم  مع إختلاف عقائد شعبها، و باكستان تتقهقر إلي الوراء في إتجاه معاكس مع أن شعبها ١٠٠ في المئة مسلمون، فما هو السبب يا تري؟

فتش عن الإسلام

قد يهب البعض بوجهي الآن ليقول أن السبب هم المسلمون ، أي هم البشر و ليس الإسلام، و أنا لا أختلف معهم، و لكني لا أستطيع أن أفرق اليوم بين ما يفعله المسلمون و بين ما هو الإسلام، لأن الجميع يدعي أنه يطبق الإسلام و يعمل تحت مضلته. فالإسلام هو ما يطبقه أصحابه و ليس ما بين دفتي كتاب عتيق له تفسيرات عديدة بعدد المسلمون

إنظر ما يحدث اليوم في باكستان، فالسيول و الفيضانات التي إنجرفت في الثاني و العشرون من يوليو ٢٠١٠م و التي بدأت في مقاطعة بلوشستان، ثم داهمت نسبة المياه المرتفعة مقاطعة خيبر-باختونخوا  قبل أن تصب في إقليمي البنجاب و السند شردت أكثر من ٢٠ مليون لاجيء في مناطق تقع جميعها ضمن الحدود التي تحارب فيها أمريكا جنود طالبان و القاعدة، و تتسم بسيطرة الفقر المدقع علي شعبها كما  تتصف بسيطرة المجاهدين الإسلاميين الإرهابيين ضد حكومات باكستانية  ضعيفة  متتاليه منذ تحرير باكستان٠

اليوم تتباري كل من أمريكا و المتأسلمون السياسيون العالميون  لكسب الشعب الباكستاني المنكوب عن طريق تقديم المساعدات الإنسانية لها. و هذا لا غبار عليه إذا لم يكن وراءه غرض سياسي إرهابي.  فأمريكا و التي تبرعت بمقدار ٧٦ مليون دولار و أرسلت أساطيل من المعونات ستصل إلي باكستان في نهاية شهر سبتمبر ، كما ذكر البنتاغون ، ليس بإستطاعتها أن تلبي الإحتياجات الفورية الآنية  كما هم المسلمون المتشددون و الإرهابيون في باكستان و الذين يسيطرون عليها و تأتيهم المساعدات من الخليج، حيث يعمل هؤلاء مستغلين قربهم من المكان بتقديم مساعدات إنسانية . فالتقارير الواردة من هنالك تقول أن جميع الملاجيء و مراكز المساعدات التي أسرعت في تلبية نداءات الإغائة في البداية كانت لمتشددين من أمثال  جمعية علماء الإسلام و لشكر طيبه و ربيبتها جمعية الدعوة و التي وضعتها الأمم المتحدة في قائمة الإرهابيين ، و كذلك فتحت ملاجيء من قبل الإرهابيين من مثل مدرسة الحقاني و التي سميت بإسم خريجها جلال الدين الحقاني المعروف بأعماله الإرهابية، كما أن المدرسة تخرج سنويا المئات من الجهاديين الإنتحاريين . هذه المدرسة فتحت أبوابها لما لا يقل عن ٢٥٠٠ لاجيء تقدم لهم الغذاء الساخن و المياه و الكهرباء و المساعدات الطبية علي مدار الساعة

إن  الفعل الإنساني و الذي يتنافس فيه الطرفين عمل سامي و يشكرون عليه إينما كان مصدره، و لكن ذلك لا يجب أن يعمينا من غرض كل جهه في تقديم هذه المساعدات. فالإرهابيون الإسلاميون بتقديمهم المساعدات للشعب يكسبون تأيدهم السياسي و الإجتماعي حاليا ليحكموهم مستقبلا . أما أمريكا أو بالإحري سياسة أو إستراتيجية أوباما المعلنة في باكستان فهي تفعيل الحكومة الباكستانية كشريك إستراتيجي و علي مستوايات عدة بما في ذلك التطور الإقتصادي و توقف العنف و تطبيق القوانين المدنية علي الجميع  بما فيهم المقاطعات الشمالية و التي يسيطر عليها طالبان أو طلبة الدين الإسلامي و ذلك لما يشكل ذلك من فوائد تجارية و أمنية للطرفين . فباكستان تملك القنبلة النووية و هذا يشكل خطرا لكل العالم و ليست أمريكا وحدها، و لذا فالإستقرار في باكستان من المفروض أن يكون شأن عالمي و ليس فقط أمريكي، و لكن هذا الإستقرار لا يمكن أن يتم بدون وعي الشعب الباكستاني. و الشعب الجائع ، الشعب المتشرد ليس لديه الوعي الكافي لطلب الإستقرار بل أغلب الضن أنه سيكون عبدا ذليلا لمن يأويه و يغذيه، و قد يكون مشروعا جديدا لتفريخ الإرهابيين ، و هذه مسئولية كل واحد منا

دولة الكويت و حكومتها الإسلامية تبرعت بخمسة ملايين دولار في البدء، ثم رفع المبلغ بأمر من الأمير إلي ١٠ ملايين . و منذ الأمس  و تلفزيون الكويت يعمل علي جمع التبرعات و لمدة يومين (الجمعة ٢٠ و السبت ٢١ أغسطس ٢٠١٠) و ذلك باتفاق مع “الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية” مع وزارة الإعلام على تنظيم هذه الحملة لإغاثة منكوبي باكستان، و شخصيا شاهدت بعض المنادين بهذه الحملة و مديريها من جمعية الإصلاح و جمعية التراث و بيت الزكاة و جميع هذه الجهات عليها علامات إستفهام في تصريفها للأموال الخيريه في الماضي و لا يوجد عليها مراقبة حكومية فاعله و فوق ذلك كله يصادف الحدث رمضان حيث تزيد الزكواة و الخيرات من الأهالي. و الأهالي عندما ينفقون بالخير لا يعرفون أين تصرف، إنما يلقون كل ذلك كدين في رقبة من يجمعه (قطها براس عالم و أنت سالم) و هذا لعمري هو التخلف الذي سيؤدي حتما بالقضاء علي  كل البشرية و من ضمنهم نحن، لأن الخطر أكبر مما هم يتصورونه بفعل الخير ، بل هم يساهمون بالشر عندما لا يتحملون مسئولياتهم في التدقيق من مصب هذه الأعمال و طريقة تصريفها٠

أعطيكم إياها من الآخر: الإسلاميين ليسوا ثقه، إحذروهم و لكن لا يعني ذلك أن تقطعوا التبرعات الإنسانية، بل قوموا بها من واقع المسئولية. إختاروا من يوصل هذه الأموال بعناية و دراية مسبقه بعدم وجود أجندات مستقبلية مدمرة لها، فهنالك العديد من الجهات التي توصل التبرعات بغرض إنساني بحت، و أطباء من غير حدود مثلا هو إحداها، و هذا رابط

http://www.doctorswithoutborders.org/news/article.cfm?id=4652&cat=field-news

و هذا رابط  أخر للتبرع عن طريق اليونسكو

http://www.unesco.org/new/ar/unesco/about-us/who-we-are/director-general/news-single-view/news/unesco_mobilises_to_support_pakistan_flood_victims/

فلا تكن مدمرا عزيزي، إذا لم يكن بيدك أن تكون بانيا

خارج نطاق التغطية:٠

“”ماذا دهاه رب المسلمون ؟ هل إحولت عيناه؟

كلمات قالها المدون الغائب الحاضر أبا الحكم إبن هشام

فألا يري رب المسلمين أن الفساد أكثر إنتشارا في مدينة نيويورك ؟ فلماذا يضرب شعب باكستان المسلم الفقير بطوفان غضبه؟

تحياتي

رمضانيات ١: أهلا رمضان

في أول يوم رمضان بعث لي قارئي الإسلامي العزيز  المداوم و بكل وفاء علي البلوغ السيد عبدالرحمن بالتعليق التالي أحببت أن أشارككم فيه بمناسبة رمضان، ليس للإستهزاء من السيد عبدالرحمن لا أبدا، بل تشريفا له لأنني إضطررت أن أحول جميع تعليقاته إلي حيث السبام و بالتالي لا تظهر. و كان دافعي في ذلك ليس لأنه أهانني عدة مرات، مع أنه فعل، و لكن لأنه أهان قرائي الآخرين ، و هذا ما لا أحبه لقرائي. و بعد عدة محاولات لردعة كان لابد من أخذ القرار

علي العموم كما ذكرت أنا أقوم اليوم بنشر تعليقه الذي ذهب إلي السبام ، و ذلك لما فيه من صدق واضح و قلب أبيض “زي البافته” – علي قولة إخواننا المصريين – من أجل بيان خطورة صناعة العقل الأيديولوجي و سياسة التجنيد التي يطبقها الإسلاميون في غرز الآلية الذاتية في الفرد لحماية مؤسساته ، و سلب الإنسان من قدراته العقلية للتفكير المنطقي السوي. فعبدالرحمن شاب نظيف القلب و محب للخير و هذه طبيعته. و هو قد يكون في سن أبنائي فمن تعليقاته السابقة و خصوصا أنه قاريء مداوم لبلوغي من أيام  المنتدي الكويتي الليبرالي، المأسوف علي رحيله بمؤامرات قذرة من الإسلاميين . يعني الخلاصة أننا نعرف بعض سيبيريا علي الأقل لمدة لا تقل عن السنة. المهم أن عبدالرحمن شاب ذكي، فهو يدرس أو درس في جامعات أجنبية، و لكنه مع ذلك ضل حبيس الثقافة الإسلامية، فلم يري من الغرب إلا ما برمج أن يراه من سوء و إنحلال ، شأنه في ذلك شأن أي طالب في مدارسنا الحكومية، ممن يقضون الإجازات الصيفية و الربيعة تحت سيطرة المدعوذين و حملاتهم تحت الشعارات التربوية ، ظاهرها خير و باطنها برمجة عسكريه. و ها هو تعليقه و سيكون لي عليه رد يليق به٠

إقتباس:٠

والله العظيم يا آيا و الله العظيم .. عسى الله ما يتقبل صيامي و قيامي و يخسف علي السسيلينق اللي فوقي اذا اللي بقوله لج كذب : أول دمعه نزلت مني برمضان كانت لج .. اليوم أول يوم رمضان و نويت كعادتي بهالشهر أختم القرآن الكريم 3 مرات أقل شي .. بديت بالفاتحه و تبعتها بالبقرة و خلصت آل عمران و وقفت عند سورة النساء .. بسورة البقرة مريت على آية ( لهم في الدنيا خزي و لهم في الآخرة عذاب عظيم ) والله يت لي حرقة بقلبي مو طبيعيه و ذكرتج فجأة و بسرعة نزلت دمعه .. ذكرت الخزي اللي تعانين منه بهالدنيا يا اختي و ما تنتظرينه من عذاب عظيم اذا استمريتي .. انتي تعرفيني بالصج و انا ما اعرفج؟ ولا ليش أبيج لج الخير فوق كل اللي على شاكلتج ؟ ليش دايما أذكرج و انا ما شفتج ؟ ليش أتعلق فيج و انا مو مقتنع فيج ؟ أخــاف عليج من شي يصير لج فجأة .. يا آيا انا الحين أكتب لج و انا صايم و كلامي ممكن يكون مو مرتب ولا مفهوم و فوق هذا كله ما أدري اذا الكلام يوصل لج ولا لأ من هالبلوك و السبام و الاقنور .. ترى الغدرة و البعد عن الله بالمراهقة ممكن يهون لكنه يخرع اذا كان على كبر و بآخر العمر .. لأن ما بقى بالعمر كثر اللي مضى و الرجوع لله يكون باقي عليه وقت ضيق و قصير .. انا والله ما بيدي شي إلا أقول الله يهديج و يوفقج و ينور دروب الخير بعينج و يقصر طرقها لج .. لا تتخيلين لو ثانية اني أفكر أضرج و أزعجج كلش مو طبعي جذي و الله سبحانه و تعالى ما قالنا نخرع اللي مثلج ولا قال لنا نتتبعهم و نهددهم أو نكسر جامة سيارتهم ( فإصبر على ما يقولون ) أفضل حل الصبر و فوق كل هذا قوله ( و شاورهم في الأمر ) الله سبحانه و تعالى يقول لنا حتى اللي مو مقتنعين فيهم شاوروهم في الأمر و خلوا بينكم علاقة احترام على أقل تقدير .. لأن الطرف اذا أعطى الطرف الآخر بلوك و خلاه ما يعبر بهالطريقة يسد باب الحوار و النتيجة أن هناك أبواب أخرى ستفتح غير الحوار الهادف و اللي يؤدي لحل وسط أو تبادل أفكار و لو صغيرة بين الطرفين المختلفين .. آيا دعاء الصائم مستجاب : عسى الله يهديج و يوفقج و يسهل دروبج و يحل كل مشاكلج و ينصرج على شيطانج و يقويج على كسر أوامره .. أبيج لج الخير و انتي مو فايدتني بشي .. الشيء الوحيد اللي مخليني متفائل ان قلبج حي”٠

إنتهى الإقتباس:٠

يقول إبراهيم البليهي، و هو أحد المفكرين الليبراليين السعوديين الذين أصبحت مدمنة عليهم في الآونة الأخيرة أن ” من كان إمامه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه” و هي أحد الأمثال الإسلامية و التي لا يتفق معها لأنها “تلغي فردية الإنسان  و تحجم الإمكانات من البرمجة التي هو مأمور بها.” حسب قوله،  فهذه البرمجة تتحكم في ” ما يحسنه و ما يكرهه، فالإنسان كائن مبرمج” . و هو يدعو إلي الإنعتاق من هذه البرمجة . و هي هديتي الخاصة لعبدالرحمن في شهر رمضان هي أن ينتبه لحاله، فهو و من في شاكلته خامة جيدة لإستغلال المسلمين السياسيين الإرهابيين و الأمر بأمرهم، فهو يقول أنه يعمل في الداخلية و هددني أكثر من مره أن بإستطاعته أن “يخبر” عني، بالضبط كما تم “الإخبار” عن مفتي القهوة في المنتدي الليبرالي الكويتي، و قام جنود الله في وزارة الداخلية بجرجرته بجرم ملفق و من ثم تم إطلاق سراحه بحجة “مريض نفسيا”، و طبعا سكت مفتي بعد ذلك و إختفي، و إختفي المنتدي الليبرالي الكويتي من علي ساحات النت عندما دب بأوصال أعضائها الخوف.  و مع ذلك يقول لي لماذا تخافين؟

الخوف في هذه الحالات ليست فقط من السجن، الخوف الأكبر هو من الحزن الذين يصيبنا عندما يتبرأ منا الأهل و الأصدقاء  و الذين سيكونون، بلا شك، أول من يتبرأ ، لأنهم و عبدالرحمن يفهمون بعض و يتكئون علي نفس قاعدة المفاهيم و المصطلحات و التعريفات التي إستقوها من بيئة محوطة  بالأسوار المغلقة تفرض الفكر الأحادي و تقوي القوي الذاتية التكاثر، فهم أتوا من نفس الثقافة الإسلامية، و التي أصبحت سجن الإنسان العربي\المسلم . فهو لا يستطيع الفكاك من المفهوم العام و الذي رسمه الثيولوجيون في ذهنه ، مستغلين ضعفه التعصبي لنوعه – و التي هي خاصية طبيعة متأصلة  في عقولنا الربتلية و لمدة ملايين السنين و من الصعوبة بمكان الإستغناء عنها لأنها إرتبطت بالبقاء –  و مستخدمين وسيلة الجزرة للترغيب و العصى للترهيب حتي إستطاعوا أن يتمموا التجنيد الذاتي . فليس فقط عبدالرحمن جندي لهذه الثقافة، بل أهل كريم عامر أيضا جنود. كريم المدون المصري الذي حكم عليه بالسجن أربعة سنين لأنه كتب في بلوغه  ينتقد  أكبر قوتي تسلط في مصر( الأزهر و حسني مبارك ) حكم عليه بالسجن أربعة سنين منذ فبراير ٢٠٠٧. و أول من تبرأ منه هم أبواه ، و لازال قابعا في السجن، إنظر هذا الرابط

http://cpj.org/2010/04/egyptian-blogger-karim-amer-harassed-in-jail.php

فخوفي أنا له مبرر، و لكن ما هو مبرر خوف “جندي” أو “عبد” الرحمن؟

عبدالرحمن لا يخاف علي إن أنا جرجرت من شعري و أودعت السجون- كما يجرر كاريكتير إنسان الكهف البدائي أنثاه من شعرها بين الصخور ليرجعها للكوخ  خوفا عليها مما هو أعظم-  لأنه في الواقع يعتبر السجن إصلاحا لناس من مثلي لا يؤمنون بما يمليه عليه شيوخهم و فضلوا ، كما يقول البليهي ، أن ينعتقوا من ثقافة القطيع . فهم  ترعرعوا علي الإيمان بالعذاب الشديد في اليوم الآخر دون أن يفكروا بما يعنيه ذلك. فإذا هم قارنوا عذاب الدنيا “التأديبي” فهو لا شيء و خصوصا أنهم مبرمجون علي أن عذاب النار أبدي،  يحرق الجلد و من ثم يرجعه الله و يحترق من جديد إلي ما لانهاية  حتي تكتمل مسلسلات الرعب و الآكشن. هذه الثقافة هي التي سقتها له بيئته مع حليب أمه  يجعل شعر البدن يكش و يبعث الخوف في أوصال أمثال عبدالرحمن . و تشل كل الإمكانات العقلية للتفكير المنطقي . فكيف لهذا الله أن يكون عادلا عندما لا يكون عقابه الأبدي علي قدر جرمي الدنيوي، و الذي يقر المسلمون بأنفسهم أنه لا شيء؟ فحتي في حال إقتراف جرم الشرك، و الذي هو أكبر الذنوب التي لا يغفر لها الله، و حتي لو كان هذا الشرك ملازما للشخص طوال حياته،  فلا يستحق من يشرك أن يعذب هكذا. و علي فكره؛ الشرك ليس الإلحاد، الشرك هو إتخاذ إلاها آخر مع أو بدون الله .فالهندوسي ممكن يكون مشرك، علي هذا الإعتبار، و لكنه  ليس بملحد . فالملحد لا يعترف بجميع الآلهة بما فيها الله أو الجني الأزرق أو أمنا الغولة أو طنطل طويل أو أم السعف و الليف  أو خسوس – علي قولة إخوانا الأسبان- هم ناس مثل بيل ماهر أو ريتشارد داوكنز

عبدالرحمن مشبع بهذه الثقافه و التي تجعل من الملحد شخصية شيطانية في ذهنه. و لا يستطيع عقله  المبرمج إسلاميا الخروج من فكرة أن الشيطان يتلون بعدة ألوان و قد أكون أنا الشيطان بنفسه. فلا يعقل لسيدة بسن آيا و لا ثقافتها و خصوصا أنها كويتية و هذه ميزة تقربها له لأنها أقرب لما يسمي بال

kinship

أن تكفر بربه مالم يكون مسلط عليها الشيطان. لي إبنة خالة فقدت عقلها بسبب إصرارها للعيش مع روح زوجها الميت، و تستلذ بالذهاب إلي المدعوذين لإخراج الشيطان من جسدها بالضرب لأنها ثقفت بأن الشيطان سكنها

هل سمعتم بمقولة و من العشق ما قتل؟ أنا أقول أيضا و من الخوف ما قتل”. هذا الخوف الذي هو نتاج هكذا ثقافه مغلقة علي نفسها حتي الإختناق . هذا الخوف غير المبرر يخوف لأنه طينة جيدة للإرهاب

هذه هديتي اليوم لجميع قرائي ، و خصوصا لعبدالرحمن، و لم أجد أفضل من الدرر التي يلفضها إبراهيم البليهي , مع أني لا أتفق مع فكره تماما ، و لكنه أقرب لفكر عبدالرحمن كون البليهي عضو مجلس الشوري السعودي، و ذلك  ليسلون بها صيامهم، و خصوصا أني سمعت بدايات التذمر من اليوم الطويل و الحر و الرطوبة التي هلت بهلال شهر رمضان هذه السنة في أغسطس٠

[http://www.youtube.com/watch?v=R_bxttdnCjw&feature=related]

و هذا كليب للكاتب الجزائري “الفلته” أنور مالك مع الجزيرة

داخل نطاق التغطية:٠

كثير من ربعي و قرائي راسلوني ينصحوني بعدم الرد علي عبدالرحمن . مما جعلني أقلب الموضوع في رأسي و أتساءل: كيف يمكن عدم الرد علي ناس بطيبة  عبدالرحمن حتي لو لم أتفق معهم؟ عبدالرحمن ضحية و ليس مجرم . عبدالرحمن يتألم لحالي و هو صادق في ألمه فكيف لي أن أتركه يتألم بدون حتي أن أشرح موقفي ، بغض النظر إذا فهمه أم لا . عبدالرحمن يتساءل و سؤاله مشروع عندما يقول “الطرف اذا أعطى الطرف الآخر بلوك و خلاه ما يعبر بهالطريقة يسد باب الحوار”،  و أنا أتفق معه في هذه تماما و لذلك سأرفع عنه السبام و أعتذر علي قسوتي، و لكني أحذره أنني سوف أقوم بشطب أي كلمات غير لائقة و خصوصا الموجهة لبقية القراء من الأن و صاعدا

خارج نطاق التغطية

صور من رحلتي الآخيرة في اليونيفيرسال ستوديوز في لوس أنجيلوس

و كل عام و أنتم بخير

أحمد البغدادي…أستاذي وداعا

كتبت جريدة الآن الإليكترونية خبرا بعنوان “ مات عقل كويتي” .  و لكني وددت أن أصحح لها بأنه “مات العقل الكويتي”، فهنالك فرق بين الإسم  بالألف و اللام و الإسم الحاف.  أحمد البغدادي دكتور العلوم السياسية في جامعة الكويت  لم يكن فقط عقلا و لا حتي مجرد مدرسا أو كاتبا أو ناقدا أو محللا سياسيا تاريخيا أو إسلاميا . أحمد البغدادي كان مشروع تحديث و حضارة، لم تقم الدولة بإستثماره جيدا كما هي حالها مع كل المشاريع الجيدة المثمره. فلقد كان أحمد عقول في عقل كادت الدولة الدينية الموالاة  أن تصنع منه مجرما. أحمد البغدادي كان آخر صوت ليبرالي  حسب الليبرالية المتعارف عليها دوليا في مواثيق كانت نتاج العصور التنويرية ، من حريات غير مقيدة بالأهواء الشخصية، إلي مفهوم تحمل الآخر أو التعددية و أنواعها و كذلك معني و مفهوم العلمانية، كل هذه الأمور التي كانت عوامل متشابكة ، تصنع النسيج الليبرالي الذي جربتها البشرية بعد الثورة الفرنسية. فالليبرالية  التي كان يمثلها البغدادي  ليست كليبرالية ممثلوا الشعب  في مجلس الأمة الكويتي و الذين لا يعرفون الفرق بين العلمانية و الشيطان، فيستعيذون بالله عند سماعهم لكلمة علمانية. بل كانت ليبراليته هي الليبرالية المدروسة أكاديميا و علميا و تاريخيا و سوسيولوجيا و سايكولوجيا و فلسفيا، و مجربة في دساتير مدنية كأفضل ما قدمتها البشرية. البغدادي طالب بحقه كأب ليبرالي خاضع لنظام مدني أن يكون له حق الإختيار، و هذا ما  كان يجب علي كل أب  أن يفعل كي يبعد هيمنة ملالوة المساجد و مدعوذوها و مستغلوها علي عقول النشيء و تدنيسها بثقافة الموت و كرة الحياة ، و لكنهم كعادتهم لم يفعلوا، فتحمل هو وحده العاقبه و دفع الثمن . و مع ذلك لم يتوقف عن نقد أكبر مؤسسة تعليمية في الكويت ، ألا و هي جامعة الكويت و التي تردي فيها المستوي الأكاديمي من سنة إلي أخري ، بل و حذر من  سيطرة قوم أبي جهل عليها حتي تعب و مرض، شأنه شأن كل العظام. و لازالت الأيدي القذرة تعيث بأكبر مؤسسة أكاديمية و تتحكم فيها تماما كما هم متحكمون بكل موارد الدولة و مؤسساتها، أو كما يقال بالإنجليزية

Islamist are holding Kuwait University by the balls, or
Islamist are holding the whole country by the balls

و لم يسمع نداؤه أحد. بل كفروه و أتهموه زورا ب “المجرم”٠

و طالب بإلغاء كلية الشريعة في جامعة الكويت لكونها تساهم في نشر الإرهاب

إذا كان النقد أداة و وسيلة لنهضة الآمم ، فهذا يعني أن المجتمع الذي يحارب النقد هو مجتمع فاشل و بالتالي زائل. البغدادي كان آخر وسيلة نقد لجامعة الكويت ، هذه المؤسسة  التي أكلها الدود الإسلامي و نخر حتي وصل إلي العظام . البغدادي كان وجدان يتألم إلي ما آلت إليه أمور بلده. البغدادي هو مثالي  و هو معلمي و أستاذي  حتي لو كنت لم أقابله بصفة شخصة أبدا، فهو بالنسبة لي رمزا للحكمه، و أعقل سياسيوا البلد. لقد كان عملاقا بصدقه مع نفسه ، و هي صفة قلما نجدها في الكتاب هذه الأيام . كان سخيا في عطائه، فجريدة السياسة لم يجذبني فيها غيره. و لسوء حظي ، لم يحصل لي الشرف بالتعرف عليه شخصيا مع أنني قابلته في مناسبات عديدة  و لكنها كانت جميعهامناسبات رسمية. و لسوء حظي أيضا أنه عندما تيسر لي أن أراه عن طريق صديق مشترك في جلسة ثقافيه محصورة و محفوفة بين الأصدقاء،  لم أستطع الحضور لدواعي السفر و ضيعت فرصة كنت أترقبها بكل ما لدي من إكبار لهذا العقل. فمعرفتي بالبغدادي معرفه قديمة فأنا لم أتعرف علي البغدادي من خلال كتاباته و حسب و لكني أيضا  عرفته من خلال طلبته السابقين و الذين  صار البعض منهم زملائي في العمل.  عرفته عندما  إتهم “بتحقير الدين الإسلامي في مقال نشره في يونيو/حزيران” من سنة ٢٠٠٥ ” وقضت بسجنه سنة مع توقيف هذه العقوبة لثلاث سنوات” و كان كل جرمة أنه ذكر في هذه المقالة بأنه كوالد كويتي يعمل و يكد و يصرف المال علي أبنه الذي يدرس في المدارس الخاصة و التي تكلفه الكثير، و لذا فهو يري أنه من حقه كوالد ، إختيار نوعية الدراسة التي يفضلها لإبنه، فهو لا يريد أن يكون إبنه رجل دين مثلا، فلا يجوز أن يكون مقرره الدراسي  مزدحم بالمواد الدينية علي حساب المواد التربوية كالفنون و الموسيقي. كان ذلك إعتراض من أب علي محاولة المؤسسات الدينية السيطرة علي دماغ إبنه و تخريجه إرهابيا كما هي حال المدارس الحكومية الدينية الإسلامية و التي تحض علي التفرقة و الطائفية في مناهجها التي أصبحت تثقل كاهل الطالب بكثرتها و التي هي علي حساب الدروس الفنية. فالموسيقي و الرسم و الدراسات الفنية و الإبداعية و التربوية ليست مهمة في نظر من يريد تربية حب الموت و الجهاد في سبيل الدين و الرسول بدلا من التربية الذوقية و الجمالية. أي مدارس عسكرية، تخرج جيل من القص\لصق و ترسلهم في بقاع الأرض كي يحرقوا الأرض و النسل، سواء بتفجير أنفسهم بين الأبرياء أم بمهاجمتهم للآخرين علي النت. هذا الجيل الذي لم يرد البغدادي أن يكون إبنه من عجينته، و أراد له أن يكون دكتورا أو مهندسا أو حتي موسيقار ، أو رسام، يبعث البهجة في نفس من يري إبداعه بدلا أن يكون عالة علي غيره ، علي أقل تقدير، إن هو تخرج مفتي أو حتي دكتور في الشريعة أو علم الكلام، فهولاء زاد عددهم في الدوله حتي من غير شهادات (شيلمهن-البطالة المقنعة).  و طبعا لم يعجب ذلك قوم أبي جهل فكفروه و رفعوا عليه القضايا. و كان هذا آخر صوت يئن لشعب “مكاري” عندما قال “”لابد من الاعتراف بأن التيار الديني قد انتصر في معركته ضدي, وهنيئا له ولهذه الدولة الاستبدادية هذا النصر.. لذلك سأتوقف عن الكتابة في الموضوعات الدينية إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ” و ها هو يومك يا بغدادي، فسامح السفهاء منا، فهم جهله. و ليسمح لي الزميل  موزارت أن أقوم بعمل نقل لآخر مقالة للبغدادي يخاطب فيها طلبته  إلي هنا، علنا نستفيد من هذا العقل الكويتي، فالفكر يعيش حتي لو مات ما يحركه، و البغدادي كان فكرا جميلا سيعيش بيننا كما عاش فكر الربعي

أحمد البغدادي
طلبتي… وداعاً

أوتاد

لم أعدم الأمل بشباب الكويت رغم تشاؤمي المعروف… ولا أملك سوى شكر طلبتي
كثيرا ما يقولون و”وداعا وإلى لقاء” وبكل ألم لن أستطيع أن أقول لكم ذلك بسبب الظروف الصحية السيئة التي أمر بها الآن,أبنائي: لقد جمعتني بكم الجامعة وقاعات المحاضرات, لقد كانت أياما جميلة لن تعود مع الأسف الشديد, سنوات قضيتها في رحاب الجامعة ولم يخطر على بالي يوماً أنني سأعجز حتى عن توديعكم شخصيا. أعلم تماما أنني لم أكن كما يقولون “كامل الأوصاف”, لكنني حاولت جهدي أن أقدم لكم كل ما لدي من علم عن موضوعات المحاضرات, موضوعات لم تتعلق بها حياتكم يوما, ولن تتعلق بها في المستقبل بعد التخرج, لكنها علم لا يستغني عنه العقلاء.أعلم تماما الأوصاف التي كنتم تطلقونها علي من وراء ظهري…” نحيس” … “لعين”, أسئلته صعبة , لا يقدر الظروف..لا يساعد في الدرجات..وهي آراء لا تخلو من الصحة, لكن ضعوا عيونكم في عيوني مباشرة وقولي لي صراحة: هل كنت مقصرا في شرح المادة العلمية? هل كنت أعاملكم بظلم او بمحاباة بعضكم على بعض? هل كنت أتغيب عن المحاضرات? هل شعرتم يوماً بعدم العدل أو بالظلم عند حصولكم على الدرجات? هل استثنيت نفسي بالمحاباة بإتيان ما كنت أنهاكم عنه? ألم أكن حريصا ومذكرا دائما وبإلحاح لكم بأهمية الالتزام في الحياة? لم تكونوا يوما ما طلبة أغبياء, لكنكم كنتم طلبة كسالى بامتياز, وكنت لا أتردد عن قول ذلك لكم جهرا. ولا بد أن تعترفوا في المقابل أنكم كنتم كثيري التغيب وعدم الانتظام في الحضور وعدم الاستعداد بقراءة الموضوعات المطلوبة للمحاضرة, وما أكثر أعذاركم الواهية! كل هذه ” المتع ” ستظل ترافقني بقية حياتي التي سأقضيها بعيدا منكم. فما أقصر الطريق, وما أطول الآمال!أتدرون كم هي ممتعة حياة التدريس? وأصارحكم القول, لقد جلبتم المتعة لحياتي الشخصية. قد لا تصدقون ذلك.لكنها الحقيقة… كنتم مرآة الزمن التي كنت أرى من خلالها شبابي الماضي. وبرغم مشكلاتكم سأعترف لكم اليوم بعد أن حالت ظروف المرض دون مقابلتي إياكم, أن الحياة معكم لم تخل من ضحكات عابرة ضحكناها معا في جنبات قاعة المحاضرات. كنتم تروني ديكتاتورا, وكنت أرى ضرورة تعليمكم الآن معنى وأهمية الالتزام قبل انغماسكم في خضم الحياة, كنت أجمع الكتب التي كنتم تتخلصون منها بعد تقديم الامتحانات, متحسرا على الأموال التي أنفقتموها دون إحساس بالمسؤولية, فاللامبالاة كانت لكم أسلوب حياة, ولست ألومكم في هذه المرحلة من الحياة الطائشة.خلال أكثر من ثلاثين عاما, استحضر اليوم أسماء طلبة تشرفت بتدريسهم, وفرحت لما وصلوا إليه من مناصب في الدولة, ومنهم من فرضوا أنفسهم بشقواتهم. الذاكرة لا تتسع لهم جميعا, لكنها تضم في خباياها, الشاعر والباحث عقيل العيدان وحمد بورحمة ( سفيرنا في السنغال ), وعلي نخيلان (سفيرنا في السويد ), ومنصور مبارك وعلي الظفيري ( الخارجية ) ويوسف الهولي و “مدحت “, أقصد محمد ششتري ( يعلم ماذا أقصد ), وطلال المطر (زعيم الرواد ), وعبد العزيز الفلاح ( أفغانستان ) الذي بدأ دراسته معي مكفراً لكل الليبراليين ثم ينتهي به الأمر بإعادة التفكير في مفاهيمه الدينية بعد بعض النقاشات بشأن ما ورد في بحثه من مغالطات, وهو اليوم بحمد الله أكثر عقلانية, وفيصل العنزي وحسين الصباغة وسالم المذن وسالم المري, وحتى أوس الشاهين زعيم طلبة “الإخوان المسلمين” في الجامعة, والذي رسب بسبب التغيب, ثم تقدم بالشكوى ضدي! ولا يعلم سوى الله إلى أين وصلت اليوم هذه الشكوى, والأوزبكستاني نور الدين وابن البحرين, إلى جانب الطالبات اللواتي تمنعني العادات والتقاليد من ذكر أسمائهن…لكل هؤلاء الشكر على إسعادهم إياي بتكاسلهم والصد عني حين كنت أحرجهم بالأسئلة, أشكر الذين واللواتي شاركوا وشاركن في النقاش ليشعروني أن الدنيا لا تزال بخير, وأن الكويت لا تعدم شبابا نافعا.اليوم والمرض يقعدني عن مقابلتكم لأشكركم على تلك اللحظات السعيدة والمزعجة, لا أملك سوى التمنيات لهم بالتوفيق سواء أثناء دراستهم وبعد تخرجهم, وليتذكروا أن لي نصيباً في كل ما يحققونه في حياتهم, لا شك أن الحياة ستلهيهم بمشكلاتها, لكنهم لن يعدموا سويعات ترجع بهم إلى سنوات الجامعة بحلوها ومرها, وقد يتذكرون أستاذا حاول جهده أن يعلمهم أهمية الالتزام وأن يبين لهم أهمية العلم, من هؤلاء من شكرني بعد سنوات طويلة بعد التخرج…وخلال هذه السنوات الطوال لا أفتخر بشيء كافتخاري بما قاله لي أحد أصدقائي الأعزاء يوم زارني في الجامعة, كان يبحث عن مكتبي.. فسأل أحد الطلبة العابرين في القسم, فقال له الطالب معتقدا أنه أحد الطلبة: إذا كنت تريد علما, عليك بالدكتور البغدادي, أما إذا كنت تريد درجة, فلا تسجل عنده! وبرغم أن هذا الطالب قد وضع من دون قصد وساما على صدري, إلا أنه كغيره من الطلبة لم يعلم كم ساعدت من طلبة كانوا على وشك الفصل من الجامعة, وطلبة قبلت أعذارهم الواهية حتى لا يرسبوا بالغياب, واخرون تركتهم يتوسلون الدرجة, ولم يعلموا أنهم حصلوا عليها بمساعدتي, لأنني أردت أن يؤمنوا بأنفسهم, كنت كغيري من الأساتذة الأفاضل, نضع التقديرات على ورقة الأسماء, ثم نستغفر الله على “مبالغتنا” وأحيانا “كذبنا ” في هذه التقديرات. وكم كنت أمزح مع بعض الأخوة قائلا لهم بعد رصد الدرجات: ولا حتى ماء زمزم يطهرنا مما “اقترفناه”من جناية بحق العلم والتعليم…وكان رد معظمهم” يا معود.. إهي اوقفت على هاذي”, الديرة كلها خربانة. كان ردهم يحمل الكثير من الصحة ومن الألم, مثل هذه الردود تجعلك وكأنك تحرث في البحر, لكنني لم أعدم الأمل بشباب الكويت رغم تشاؤمي المعروف, لم نكن نملك غيرهم, ولم يكن أمامي سوى الإيمان بقدراتهم على التغيير.في العزلة التي فرضتها الظروف الصحية السيئة علي, لا أملك سوى شكركم من بعيد على كل لحظة كسل وتقاعس, وكذبة بيضاء والتعلل بالأعذار الواهية…حتى ساورني الشك أن أحدكم قد لا يمانع في وفاة أحد أقربائه لمجرد تقديم عذر حتى لا يُفصل من المقرر بعد أن تجاوز النسبة المحددة قانونا! مرة أخرى أشكركم لأنكم أدخلتم المتعة البريئة إلى حياتي.لكن ما أريده منكم حقا أن تتذكروه…الالتزام في حياتكم العائلية والوظيفية, لا شك أنكم ستنسون الكثير مما تعلمتموه, لكنني أثق بكم.

كاتب كويتي
http://www.al-seyassah.com/editor_details.asp?aid=6828&aname=أحمد%20البغدادي

من أعقل ما قرأت مؤخرا

تنويعات على هامش الاسلام وتخلف المسلمين

زينب رشيد
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=224373
2010 / 8 / 1

لم يعود العرب من بلاد “الأندلس” الأسبانية الى بلادهم طواعية، بعد أن “فتحوا” تلك البلاد، وأقاموا فيها حكما عادلا ومستقرا، وحياة كريمة مرفهة لسكانها، بل عادوا مطرودين مدحورين خائبين أذلاء بعد أن استجمع أهل البلاد قواهم واستعانوا بأصدقائهم ليتمكنوا أخيرا من طرد الدخلاء الذين احتلوا بلادهم وعاثوا بها خرابا وفسادا ونهبا وسبيا، ولو كان ذاك الدخول فتحا، ولو أن التاريخ لم يعرف فاتحا أرحم من العرب كما قال أحد المتسولين الفرنجة على موائد العرب، لما احتاج أهل البلاد الى طردهم، مع ما تحتاج معركة طرد المحتل من امكانيات بشرية ومادية وعسكرية، وربما كان تواجد العرب في تلك البلاد سببا في أنها اليوم في عداد الدول الأوروبية الفقيرة، طبعا قياسا مع شقيقاتها الأوروبيات وليس مع جاراتها العربيات، فرغم فقرها إلا أن الناتج القومي العربي كله يبقى أقل من ناتجها القومي. نتبجح بمنجزنا العمراني هناك المتمثل بالقصور العديدة بالغة الروعة والجمال، وهل ترك الطاغية صدام في العراق شيئا باستثناء قصوره العديدة الأكثر روعة وجمالا من قصور الأندلس

لو قُدر لأهل البلاد الأخرى التي “فتحها” العرب، أن يعيدوا العرب من حيث أتوا لما ترددوا اطلاقا، واذ لم تسمح لهم درجات القمع بأن يعبروا عن ذلك سابقا، فان أصواتا خجولة تعني ذلك وتقصده تماما وتعمل من أجله قد بدأت تظهر على امتداد شمال افريقيا وساحل المتوسط.

هناك مليون سبب وبضعة أسباب لأقول ما أقوله الأن، فأي قاع أسود مظلم تقبع به البلاد التي تم تعريبها واسلمتها، وفي أي أعالي وقمم تشمخ تلك البلاد التي أُفلتت من قبضة التعريب والأسلمة، أو التي لم يصل اليها “الفاتحين” العرب.

استفتاء مباشر قبيل وخلال بث برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة القطرية يقول ان حوالي تسعين بالمائة من العرب يرحبون بعودة الاستعمار- طبعا الاستعمار الغربي- واستفتاء وكالة معا الفلسطينية للانباء يؤشر الى نسبة فاقت الستين بالمئة من الفلسطينيين يرون أن فكرة بنيامين بن أليعازر بوجوب اعطاء أهالي الضفة الغربية الهوية الاسرائيلية تستحق التفكير والاهتمام والمناقشة، فماذا لو سألنا الاسبان عن عودة العرب؟ هل تعتقدون أن نجد ولو شخص واحد يرحب بتلك العودة؟ وماذا ستكون النتيجة لو اقترحنا على أهالي دارفور وجنوب السودان الهوية المصرية على سبيل المثال؟

يعبر العرب الجبال والوديان والسهول ويركبون البحار، وكثيرٌ منهم مات جوعا وتيها وغرقا، سعيا للوصول الى بلاد المستعمرين السابقين لكي يستعيد بعضا من كرامته الانسانية المهدورة في بلاد العرب أوطاني، فكيف يكون الحكم العربي والاسلامي مرغوبا به لدى الآخر، فهل يكون أحدا أكثر رحمة تجاه الغريب أكثر من رحمته لأخيه وابن بلده.

سيقفز البعض في وجهي الأن ليقول أن أوائل المسلمين كانوا مسلمين حقا، رحماء حقا، كرماء حقا، أصحاب نخوة ومروءة حقا، رجالٌ حقا، واذا وافقتهم على ذلك فمن منهم يستطيع أن يجد مبررا واحدا لكل تلك الدماء التي سالت أول ما سالت على أيدي العشرة المبشرين بالجنة الذين انقسموا بين بعضهم واستباحوا حرمات بعضهم البعض قبل أن يستبيحوا دماء وحرمات الآخرين، ويورثوا كل فنون الاستباحات لأولادهم وأحفادهم.

أستطيع أن أجزم بأن حكام اليوم على قسوتهم واجرامهم وارهابهم وقتلهم وقهرهم لشعوبهم مازالوا أرحم بما لا يقاس مع أجدادهم، أكثر انفتاحا بما لا يقاس مع أجدادهم، حكام الألف وأربعمائة سنة التي خلت، فحكام اليوم محكومين بالاعلام ومنظمات حقوق الانسان وبالرأي العام العالمي وضغوط مواطنيهم المهاجرين الذين يدعون لاسقاطهم ونشر فسادهم وجرائمهم على مدار الساعة. مع كل تلك الأدوات الضاغطة نرى حكام اليوم لا يتورعون عن ارتكاب الفظائع بحق شعوبهم، فتعالوا نتخيل ما الذي يمكن أن يفعله حاكم الأمس وأول الأمس في غياب كل وسائل الرقابة الضاغطة التي ذكرتها أعلاه.

ما من شك أن أسد اليوم هو تلميذ معاوية وولده يزيد ولن يرتقي مهما بلغ من الاجرام الى مستوى معلميه، وصدام الأمس تلميذ الحجاج بن يوسف، وزين العابدين بن علي والقذافي تلاميذ “صقر قريش” عبد الرحمن الداخل. انهم أبناء شرعيين لهؤلاء، بكل أفعالهم، فهذا هو الأثر الذي تركه لنا هؤلاء، ولو كان فيهم خير لتركوا خيرا، ولو كان فيهم رحمة لتركوا رحمة، ولو كان فيهم علما لتركوا علما، ولو كان فيهم حضارة لتركوا حضارة، ولكن لم يكن فيهم إلا الغدر والقتل وإسالة أنهار الدماء كما ذلك النهر الذي أصر على جريانه سيف الله المسلول، حيث أمر خالد بن الوليد بجلب الأسرى الى نهر “أليس” الذي سد عنه الماء، واستمر يوما وليلة يضرب بأعناق الأسرى – نعم الأسرى – ومع ذلك لم يجر النهر بدمائهم ، فالدماء تتخثر وتتجمد سريعا، واستمر على هذه الحال حتى نصحه أحد مرؤوسيه بفتح السد حتى يختلط الماء بالدم ويجري النهر بلون الدماء، فأمر خالد بذلك وجرى نهر الدم، دماء سبعون ألفا فقط!!

يحاول الكثيرين اليوم من أتباع ابن الوليد أن يقلدوه في نماذج محدودة، فقد رأينا كيف تم جز رقبة أكثر من رهينة في العراق وباكستان والسعودية، ورأينا أخرين بذات الوقت ممن يحبون الموت أكثر من حب الأخرين للحياة كما وصف خالد بن الوليد جنوده، وهم ينسفون المباني المدنية والجسور ومحطات المترو والقطارات، والمطاعم والبارات في أكثر من مكان في هذا العالم، وبعد كل تلك الأحداث الاجرامية رأينا وسمعنا من يقول ان هؤلاء لا يمثلون دين الحق، دون أن يتجرأ على تكفيرهم أحد ذا قيمة تُذكر في تراتبية المؤسسات الدينية على اختلافها.

قال عنا النص المقدس أننا خير أمة أخرجت للناس، فصدقنا أنفسنا وغفونا على هذه العبارة منذ أن قيلت وحتى الأن، وميَزنا نصٌ مقدسٌ آخر على كل الأمم لأننا عربا، فتمادينا على كل الأمم، فالهندي “رفيق” وسيبقى كذلك في مخيلتنا حتى بعد أن أصبحت الهند نووية، وأصبح الهندي يجوب الكواكب والأقمار، ونحن نغوص أكثر في أعماق الهاوية، وسيبقى سكان جنوب شرق أسيا قوادون وداعرات حتى بعد أن امتلأت طرقاتنا بسياراتهم، وبيوتنا بأجهزتهم الالكترونية، وأجسادنا بملابسهم، ومساجدنا بمعداتهم وأجهزتهم الصوتية، وحتى بعد أن ركعنا على سجاجيد صلاة من حياكة أيديهم، وبعد أن ذكرنا ربنا ووحدناه بمسابحهم – من مسبحة أو سبحة – وقبل ذلك استجابتنا للصلاة على صوت الآذان من منبهاتهم، وعدم تقصيرنا بركوعنا وسجودنا اعتمادا على عداداتهم الجميلة الخفيفة.

نتبجح بأننا أصحاب حضارة، ونتبجح بأننا رواد المعارف والعلوم في كل المجالات، لا نكل ولا نمل من الفخر بابن سينا على الرغم من نفينا له حيث مات، ولا نتوقف عن الاعتزاز بابن رشد بعد أن حرقنا كتبه، نتغنى بابن النفيس والفارابي وابن خلدون والرازي وابن حيان وابن المقفع والمعري وباقي العلماء والأطباء والفلاسفة وعلماء الفلك والنحو والبلاغة، وكنا قد قتلنا بعضهم ونفينا بعضهم الآخر، بعد أن كفرناهم جميعا. ثقبنا آذان العالم فخرا واعتزازا بصفر الخوارزمي، ويا ليت اقتصر الأمر على مرابطتنا عند حدود ذلك الصفر فحسب، بل ساهمنا مباشرة باعادة أمم وشعوب وبلاد أخرى الى مادون مستوى الصفر بكثير. أراهن شخصيا بأن أحفادنا وأحفاد أحفادنا سيفتخرون بالراحل الكبير نصر حامد أبو زيد بوصفه مفكرا اسلاميا رغم تكفيره ودعوى التفريق التي رفعها أجدادهم ضده.

في عرض البلاد العربية الاسلامية وطولها نشاهد ونستفيد من مشافي ومؤسسات رعاية ودور معاقين ومدارس تركها “الاستعمار” الحديث في بلادنا..هذه فرنسية وتلك انكليزية والثالثة ايطالية، فماذا تركنا نحن لأنفسنا حتى نترك لغيرنا.. لولاهم مازلنا حتى اللحظة نقلب حجر رشيد بوصفه طلسما، وربما لولاهم كنا نجهل تاريخنا وربما شجرة عائلتنا المقدسة منها والملعونة، ولولاهم كنا حتى اليوم بلا دساتير، فكل دساتيرنا المكتوبة منهم رغم اننا لا نعمل بها اطلاقا، فحلمنا الدائم هو العودة للعمل بدستور الدساتير ولا تسألوني ماهو.

اقتصادياتنا عرجاء بسبب نصوص دينية لم تنفع أجدادنا حتى تنفعنا، ومجتمعاتنا كسحاء بسبب نفاق لا بد أن نعيشه بين دين الاباء والأجداد المقدس وبين العلم الذي لا يمكن نكران حقائقه أمام الأدلة والبراهين التي يقدمها..رجالنا حائرون خائفون معظم حياتهم، ونحن النساء لا حول ولا قوة ولا ولاية لنا.

من يريد الاحتكام الى علوم الاقتصاد كي يُسيٍر عجلة الاقتصاد باتجاه الأفضل فهو كافر، ومن يريد تطبيق آخر نظريات علم الاجتماع للخلاص من مشاكلنا الاجتماعية الخطيرة فهو كافر، ومن يريد الاستفادة من علوم الفلك والمسبارات المتطورة ليُحدد لنا مواعيد صيامنا وعيدنا وأشهرنا الكريمة، ويجنبنا ويلات الفرقة وضحايا الاختلاف على أمور تافهة فهو كافر، ومن يدعو الى تطبيق مواد ميثاق حقوق الانسان على الجميع حتى يرضى الجميع فهو أعتى الكافرين.

لو تخلصنا من منتجات العالم الحضارية، لعدنا اليوم نأكل التمر واللبن تحت الخيمة – ان توفر لنا ذلك – وقريبا من البعير، والمشكلة الكبرى أنه مازال هناك من يسأل عن سبب تخلفنا..

الى اللقاء

Have a Great Day with Sade

And congrats to my daughter for her wedding on July 9th, 2010

Soldier Of Love

I’ve lost the use of my heart
But I’m still alive
Still looking for the life
The endless pool on the other side
It’s a wild wild west
I’m doing my best

I’m at the borderline of my faith,
I’m at the hinterland of my devotion
In the frontline of this battle of mine
But I’m still alive

I’m a soldier of love.
Every day and night
I’m soldier of love
All the days of my life

I’ve been torn up inside (oh!)
I’ve been left behind (oh!)
So I ride
I have the will to survive

In the wild wild west,
Trying my hardest
Doing my best
To stay alive

I am love’s soldier!

I wait for the sound
(oooh oohhh)

I know that love will come (that love will come)
Turn it all around

I’m a soldier of love (soldier of love)
Every day and night