الإختبار الصعب

قبل يومين عزمت إبني على العشاء، و طلبتُ منه أن نمر قبل ذلك و بنفس المشوارعلى آليو بي إس لإرسال طرد بريدي على السريع. فوافق إبني على مضض حيث كان على لحم بطنه من الصبح. و عندما وصلنا ذهبْتُ إلى الداخل و سلَمتُ الطرد المدفوع الثمن سلفا، و من ثَمَ خرجت مسرعة إلى ناحية السيارة و التي كانت لازالت شغاله و إبني داخلها. و عندما هممت بفتح الباب لاحظت عربانة تسوق، مثل تلك التي تستخدم في الأسواق و الجمعيات التعاونية، بالجانب الإمامي من السيارة و بداخلها كرتونة متوسطة الحجم تبدو و كأنها لم تفتح، كما يبدو أن لا إبني و لا أحد في الموقف لاحظها قبلي. ذهبت إليها أتفحصها و إبني يتأفف٠

أنا: شوف شنو لقيت حمود؟ مصباح غريب له طرفي مرايا، مكتوب عليه مصباح دقيق.{وناسه لمن تلقى شيء ما له صاحب، جنك لاقي كنز}٠

حمود:أكيد أحد شاريها من الولجرين اللي في الزاويه و نساها. {و لين من وين طلعت لنا هالكرتونه بعد؟ الحين شيخلصنا من تماطل أمي؟}٠

أنا: و إشلون كرتونه بهالكبر ممكن الواحد ينساها؟ غريب! إلا إذا كان صاحبها شاري معاها أشياء وايد و باللوية نساها! {و أغلب الظن راح يرجع لها}٠

حمود: و ناويه وايد تقعدين تتفحصين فيها و تخمنين التخمينات؟{ يللا جوعان، خلصينا}٠

أنا: إشرايك؟ تعتقد صاحبها راح يرجع لها؟ { أو أخذها؟}٠

حمود: حتى لو رجع لها صاحبها ما بيلقاها، أكيد إذا ما خذيتيها إنتي حد ثاني بياخذها. {يللا يما ترى صبري نفذ و عصافير البطن لما تزقزق ما ترحم}٠

أنا: لكن يمكن ما يشوفها أحد و خصوصا إن المكان منعزل في موقف سيارات، أو يمكن يحسبها اللي يشوفها من بعيد إنها كرتونه فاضية، فيرجع صاحبها بعد ما يوصل بيته و يكتشف إنه نساها. فيسوق بسرعه و إيده على قلبه و لسان حاله يقول “عسى ألقاها مكانها”، “عسى بس محد خذاها” و لمن يوصل يلقاها في إستقباله. تدري شنهو الشعور اللي يحس فيه الواحد لمن يضيع شغله و بعدين يلقاها؟ {جنه السيناريو وايد عاطفي!}٠

حمود: و أغلب الظن إنك وايد عاطفيه، قلت لك حتى لو رجع صاحبها ما بيلقاها لأنك لو ما خذيتيها شخص ثاني راح يشوفها و هوووب، لا من شاف و لا من درى. {صارت قصه فلم هندي يما. و إلا تاخذينها و إلا تهدينها، بس خلصينا}٠

أنا: إشرايك أوديها لولجرين و هم يتصرفون.{ و قد ياخذها البائع لنفسه!}٠

حمود: خلصينا يما أنا جوعان من الصبح مو ماكل، خلي غيرك يوديها إذا ما تبينها، مالي خلق بعد نطره. {اللهم طولك يا روح}٠

أنا: خلاص راح أهدها حتى لو خذاها غيري، بس المهم إن مو آنا اللى أخذها.{ ما أدري ليش حسيت بغباء. حسافه، ثمنها حول الأربعين دولار، مو شويه لمصباح}٠

ثم دخلت السيارة و دعس إبني على البنزين مصدرا زفيرا ضاع صوته مع صوت محرك السياره، مع أني كدت أسمعه يقول {و أخيراً}٠

مرت ربع ساعة خرجنا من المنطقة و دخلنا الطريق السريع، و لا أعلم لماذا تذكرت النائب في مجلس الأمة الذي أجاب على سؤال محقق الشرطة عندما سأله “من أين لك هذا؟” قاصدا الأربعة ملايين دينار التي ظهرت في حسابه فجأة فأجاب”لقيتهم في كبت أمي” فإلتفت ناحية إبني فجأة أسأله: تعتقد إني غلطت لما هديت الكرتونه؟

حمود بعصبيه: يماه!!{ بعد شوي و ينسد نفسي، ما سوت على همبرغر الرد روبن اللي عازمتني عليه}٠

أنا: تدري إشلون، الحق معاك، إشرايك نروح نجرب ستيك أليكزاندر اللي تمدحه صديقتنا ميشيل و اللي صارلك مده ودك تجربه؟ {ما أحتاج مصباح في البيت على أي حال. وين بَحطه؟ أصلا قاعده أتخلص من اللويةَ اللي بالبيت و ما عندي مكان}٠

حمود: كوووول

Now we’re talking 😉