إحدي صديقات الطفولة و هي صديقة عزيزة علي قلبي ، متعلمة و مثقفة و ناجحة جدا في مجال عملها ، و هي الوحيدة من بين الصديقات في كونها تعمل بنصيحة فيروز و تزورني كل سنة مره. و لولا بعد المسافات لزادت زياراتها بالتأكيد ، فهي مثال الصديقة الصدوق الواصله. و مع أننا نتفق في الكثير من الأمور ألا أننا نختلف و بصورة جذرية في العقيدة الدينية ، فهي مليئة بها حتي التشبع و أنا خالية منها حتي العدم ؛ هي توصف نفسها بالمتمسكة بالإسلام ال “صحيح ” و أما غيرها من عامة المسلمين علي إختلاف طوائفهم و إتجاهاتهم فهم علي خطأ ، و أنا أعتقد أن الأديان و الآلهه من صنع الإنسان ، خلقها هو و من ثم تطورت معه ، و لذا فالكل يطبق ما يريد هو أن يكون الإسلام “الصحيح” بغض النظر عما إذا كان نموذجه يطابق النموذج الذي جاء في الكتاب و السنة حرفيا أم لا . فصاحبتي إسلامها يتلخص في أداء العبادات الرئيسية : الصلاة بأوقاتها ، الصيام في رمضان ، الزكاة ( و تدفع بسخاء للمؤسسات الإسلامية معتمدة علي ثقة عمياء بشيوخها و هذا يغيضني شخصيا و أعتبره قلة مسئوليه)، حج بيت الله . و هي لا تقرب الخمر مع أنها لا تمانع في حضور مجالسه ، و لاتأكل إلا لحم حلال . و عدا عن ذلك فهي لا تعرف عن دينها أي شيء آخر و لا حتي يهمها أن تعرف . و لقد كانت علي شفي التحجب قبل كم سنة ، و بعد مناقشات طويلة بيننا و الذي كان نتيجته أن نشرت بوست عن مدي إلزامية الحجاب في الإسلام لأخذ رأي القراء ، قامت صاحبتي بعدها بالتحري الشخصي لتخرج إلي نتيجة أن الحجاب ليس ملزما للمسلمات بل هي فريضة لأمهات المؤمنين و عليه إمتنعت عن لبس الحجاب . في العادة أنا و صديقتي نحاول ألا نتجادل في الأمور الدينيه ، فكما تعلمون المسلمين جدا حساسين للنقد الديني و أنا لا أستطيع السكوت كلما أسمع ما لا يروق لأذني، و مع هذا دائما ما ننتهي إلي مجادلة . آخر مجادلاتنا إنتهت بنصيحة منها لي بشراء كتاب شوبرا مؤكدة لي أن ذلك سيغير من نظرتي للدين بمقدار مائة و ثمانين درجه . و شوبرا لمن لا يعرفه هو “الهبه” الجديدة في عالم الميتافيزيقيات . أصله دكتور هرمونات ، خالط العلم مع الخزعبلات الهندوسية و عامل له شوربة غريبه عجيبه فيها دواء و شفاء و تدخل في نطاق الطب البديل . و له لغة خاصة لا يفهمها إلا هو . له متابعين كثيرين حول العالم، ليس لأنهم يفهمون كلامه، بل العكس صحيح، فهم لأنهم لا يفهمون ما يقول يعتقدون أن لكلامة معني أعمق من ما هو ظاهر ، شأنه في ذلك شأن غير المختص ، يكبر و يعجب فيما يسمع حتي لو لم يفقه ما قيل ، ضانا أن مشكلة عدم الفهم ليس لأن الشخص الذي أمامه يهرف بما هو غير مفهوم و لكن لأنها (أي المشكلة) راجعة لقصور عقله في إستيعام ما يقول
و صديقتي تعبد شيء إسمه الروحانيات و الماورائيات، تدفع الغالي و النفيس لحضور حلقات الريكي و الراجا يوجا “فتحاول” تطبيقها في صلواتها مع صعوبة ذلك كونها إمرأة أعمال مشغولة علي الدوام . و تحرص علي حضور محاضرات توني روبنس أينما كانت و مهما كان الثمن
فبالنسبة لها لا يهم إن كان الحضور يمثلون إثنيات مختلفة فالرب واحد حتي لو إختلفت طرق العباده. و كل سيكون له جزاء علي النية حتي لو كان علي الطريق الخطأ (لاحظوا أن ذلك يشمل بن لادن لأنه بالنهاية سيحاسب علي النية و ليس علي ما قام به من دمار) . و صديقتي هذه ليست الوحيدة في نظرتها المنفردة و التطورية للإسلام فأحد الأصدقاء القدماء ذكر لي أنه بصدد كتابة كتاب يخشي أن ينشره كونه يعبر عن نظرة شخصية غير عامة للإسلام ، فهو أيضا إنسان متعلم مثقف و ناجح في عمله و هو يتبع الطائفة الشيعية و له طقوس خاصة به يعرفها بالعبادات العرفانية ، و هو أيضا يعتقد أن الله واحد و لا يهم الوسيلة للوصول إلي الله و لايهم الدين لأن الشخص سيصل إلي درجة يري بها الحقيقة فيكمل المسير إذا كان علي الطريق الحق ( و هو بالطبع طريق الحسين ) أو يحول المسار عندما يري الطريق الحق . المهم صاحبي هذا أيضا يعتقد بالروحانيات و الميتافيزيقيات علي نهج سيدنا شوبرا ٠
فما هي يا تري الأمور المشتركة بين رب الإسلام و براهما الهندوس…لا شيء لأن تعريفهما بالأساس مختلف، و لكن صديقتي، خلقت ربها بما يناسبها و أصبحت تتعبده، فلا يهم إذا كان من يدعو له هندوسيا أو يهوديا أو مسيحيا أو بوذيا ، و لا يهم إذا كان إسمه الله أو بوذا أو براهما أو زوس أو حتي الغول… المهم أن يجد كل شخص ما يلائمه من صفات جيدة “ليلصقها” بربه. و أعتقد هذا ما سيكون مصير الآلهه بالمستقبل و هو ما كان موضوع الحلقة النقاشية في الكليب القادم . و لكن قبل الدخول بالكليب لنتحدث قليلا عن العلم و الدين و محاولة البعض للخلط بينهما
قبل سنوات قليلة ظهر كليب في الأسواق إسمه السر ” ذه سيكرت “. و في هذا الكليب و الذي لا أنكر أني تأثرت به شخصيا وقتها يستخدم مقدموه نتاح الدراسات في علم الفيزياء الذرية أو النظرية الكمية ليطبقوها علي ما هو أكبر من مقياس الذرات، و ليثبتوا من خلالها المعجزات و الخوارق . أي يطبقوها علينا نحن البشر و علي ما هو بحجم الكواكب في السماء كما يطبقوها علي الذرات. و الحجة في أنه بما أننا جميعا ننتهي إلي ذرات ، و كل ما حولنا أيضا ينتهي إلي ذرات، و تختلف هذه الذرات ليس بالبروتون و الإليكترون أو النيوترون الذي تحملها كل ذرة ، لأن صفات البروتونات و الإليكترونات هي واحدة لجميع الذرات، سواء كانت هذه الذرات تابعة لجسمي أم للطاولة التي أمامي، ما يفرق بينها هي الطاقة الجاذبة لكل ذرة من إليكترون واحد إلي إكس من الإلكترونات . فما يجري في داخل الذرة و حولها من قوي جذب و تنافر لابد أنه يحكم ما هو أكبر من الذرة سواء كان ذلك علي قياسنا أو علي قياس الكون. كلام منطقي، و لكن الواقع غير ذلك. فالقوانين التي تحكم الذرة هي خاصة بالذرة و تتغير كلما خرجنا من مستواها إلي عوالم أكبر . و لذا فلا يمكن لشخص ما أن يتواجد في مكانين معا كما يحدث ذلك للإلكترون مثلا، كما لا يمكن أن تتخيل بأنك مليونير و بقدرة قادر و بين يوم و ليلة تتحول من معدم إلي بليونير كما يدعي ” ممثلوا” فلم سيكرت. نعم التفكير الإيجابي جميل و يعمل جو إيجابي للمحيط ، و لكن تأثيره المباشر لا يتعدي محيط الجسم و ليس شيئا سحريا خارقا للعوازل ، أما تأثيره علي من هو خارج الجسم فهو نابع من الإتصال و التعامل سواء بإستخدام اللغة اللفظية أو بالإيماءات البدنية التي يفهمها الطرف الآخر و يرد عليها سواء بالإيجاب أو بالسلب ، و ليست لموجات و ترددات كهربية في الجو أو حتي لمجالات غير معرفة كما يحاول بعض الثيولوجيين مثل شوبرا تفسيره أنه الله، و حتي لو كان هنالك موجات كهرومغناطيسية فهي بالتأكيد ليست بالقوة التي تخولها بالتدخل بالأشياء الخارجية لتغير مسارها
الكليب التالي تقدم فيه قناة إيه بي سي برنامج فيس- أف لمناقشة بين طرفين أحدهما علمي و الآخر ثيولوجي \ فلسفي؛ يمثل الطرف الأول مؤسس مجلة التشكيك “سكيبتيسزم ” و مؤلف كتاب “لماذا يهم دارون” مايكل شمر ، ( و هو بالمناسبة أسهل كتاب كتب عن نظرية التطور حسب إعتقادي ، كان الكاتب قبلة طالب دين في الجامعة و بعد الإنتهاء من البحث في نظرية التطور أصبح متشككا و غير مجاله العلمي ) مع بروفسور النيورولوجي سام هاريس و هو كاتب عدة كتب أكثرها شهرة “رسالة للعالم المسيحي” ( و هو بالمناسبة ظل مدة من حياته ناسكا علي الطريقة البوذية) ، و الطرف الآخر يمثله صاحبنا ديباك شوبرا مع الكاتبة الفيلسوفة جين هوستون٠
و السؤال الذي أود أن يشاركني القراء برأيهم فيه : هل الله لديه مستقبل ؟ أو بمعني آخر هل ستموت الديانات و يصبح الله جزء من الماضي بعد كل المعلومات التي إستقيناها من العلوم و التي فضحت الديانات و كشفت زيفها و زيف الآلهه؟ أو هل ستأخذ الديانات منحي آخر لتواكب المعلومات العلمية الجديدة و تطور فكرة الدين و فكرة الله مثلما فعلت صاحبتي و صاحبي و الكثيرين غيرهم؟
كثيرا ما تصادفنا مغالطات من شيوخ الدين المسلمين و من ببغاواتهم من الأفراد في الشعوب الإسلامية المرددة لهم بتردد تم برمجته مسبقا علي شريط ضيق و كأنهم رسيفرات تلتقط الأمواج الصوتية طويلة المدي و اللحية لرجال الدين و تستقبل مهاتراتهم رافضة ما عداها من آراء أو حقائق ، و من ثم تعمل هذه الرسيفرات بإرسال الموجات بعد أن تضاعفها عشرتعش مرة إلي كل الإتجاهات لتصدر بدورها تلوث صوتي ينتج عن تداخل الموجات في الأجواء ، قاضية بذلك علي كل تفكير صافي و صوت عاقل، و خالطة الآراء الشخصية لجهلة المجتمع مع الحقائق العلمية و التي تضيع بدورها في وسط غبار الأهواء و الرغبات الشخصية في تحليل الأمور و رؤيتها بنظرة أحادية تشبع الميول النرجسيه لمن يري أن كل ما في الكون يدور حوله. و هذا المغالطات كثيرة لا يسع المكان هنا لذكرها كلها و لذا فسأركز هنا علي إحداها و التي هي عبارة عن مقولة تتردد دائما و أبدا في المجتمعات ذات الثقافة الإسلامية الصحراوية دون الإستناد إلي أساس من العلوم الإجتماعية أو السكلوجية أو الفيزيائية أو الإنثروبولوجية دع عنك التفسيرات المنطقية في ضوء علم نشأة الإنسان و تطوره ، أو حتي من التجارب الشخصية لصاحب الشأن . و هذه العبارة هي الآدعاء أنه من الطبيعي أن ” شهوة المرأة الجنسية أقل من شهوة الرجل” ، و إذا كانت هذه مجرد مغالطة كحواديت الجدات مثلها مثل مقولة أن “من يأكل لحم الخنزير يصبح كالخنزير فاقدا للغيرة علي أنثاه !”، أي ليس لها أي ضرر أو نفع في حياة البشر اليومية لهان الأمر ، أو بمعني آخر لو كان قياس قوة الشهوة الجنسية ليس مهما كقوة رختر في المفاضلة بين الجنسين و لا تقع عليه تبعات إجتماعية و سياسية و إقتصادية أخري فممكن أن نتغاضي عنه و لا نعيره أي إهتمام، و لكن الأمر مختلف بالنسبة للمسلمين و الثقافة الإسلامية ؛ فعلي هذا الأساس من التفاضل الجنسي البحت قام رب الرمال برسم نظام تشريعي كامل و شامل قوامه الحدود الإجتماعية لوضع المرأة في زنزانة الطبقية و إعطاء الرجل حق إمتلاكها و الأبناء حق خدمتهم . و كذلك تم تحديد نوعية العقاب و بالتفصيل القاسي لها في الآخره مع ترك خانة الثواب لمالئي الفراغ من وكلائه في الأرض. أي أن رب الرمال كلف النسوة بتكليف أكثر من الرجل في الدنيا و أدني في المستوي ، و يقابل ذلك تشريف و تكريم يكاد لا يبين لها في الآخرة في مقابل تفصيل ممل لثواب الرجل من حور عين و ولدان مخلدون ، و فوق البيعة زوجاته في الدنيا
فعلي الرغم من كون الإختلاف في الشهوة الجنسية بين الجنسين هو مجرد إفتراضات ذكورية (نسبة إلي مهندسها) فنجد أنه علي أساسها تم تبرير تكليف المرأة بأعباء إضافية لا تخرج عن أدوار العبيد و الخدم كتلك الأدوار المحددة و بفرمان إلاهي للطبقات العائلية الدنيا في الكيست المخصص في المجتمع الهندوسي ، و لكن بإختلاف واحد و هو أن تحديد هذه الطبقية لا يتم حسب الأعراق و الأحساب و لكن يتم حسب الجنس . فكل جنس له وظيفة إلاهية محددة لا يجوز له أن يفكر بتعدي حدودها . فإذا قامت المرأة بالأعمال المخصصة سلفا للرجل مثل العمل في سلك القضاة أو كابتن طائرة فهي مسترجلة أو بها خلل شرعي ، و إذا قام الرجل بالأعمال المخصصة للمرأة مثل الطبخ و الكنس أو حتي تبديل حفاضة إبنه القذرة فهو مخنث منبوذ، أو في أحسن الأحوال يكون “سكانه مرته” أي واقع تحت سحر و سيطرة إمرأته مما يجيز أو يعطي مبرر لنبذه في المجتمع الذكوري بإعتباره غير سوي . و كقاعدة عامة الرجل المسلم في النظام الإسلامي ليس فقط هو السيد و هو الملك و هو الإلاه في بيت الزوجية بل هو مركز الكون و كل ما عدا ذلك بما فيهم المرأة يدور في فلكه و خلق لخدمته . و لم يقتصر الأمر علي عدم الرجوع إلي العلوم الدنيوية لشرح طبيعة المرأة الجنسية و تفسير إحتياجاتها ، بل تعداه إلي إهمال أخذ رأي المرأة و تجاربها الخاصة بهذا الشأن و كأن الأمر لا يعنيها ، و من تذكر تجاربها الخاصة بصراحة يوصمها المجتمع بالفساد . فقام الرجل بشرح و وصف إحساسها نيابة عنها و كأنه يملك حتي أحاسيسها. ففسر ميلها له تفسيرا عاطفيا يخلو من الرغبة الجنسية أو علي الأقل لا يصل قواه قوة شهوته الأسترونوميكالية لها . و علي هذا المبدأ تم توزيع نصيبها من الدور “الطبيعي” لها في الدنيا و علي نفس الأساس تم إستنباط الثواب الآخروي لها بما يناسب طبيعتها العاطفية و ليست الجنسية كما هم يزعمون ليبرروا عدم عدل ربهم في مساواة المرأة للرجل في الثواب الآخروي مع زيادة العبيء و التكليف الدنيوي عليها. و لا يوجد أكثر من هذه الأيات تأكيدا علي تفضيل رب الرمال للرجل
و كذلك ما جاء في الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم “لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه ” رواه ابن ماجه (1853) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة .
في البوست الماضي كتب أبو هلال مبررا لعدم وجود العدل الإلاهي بحكمة ربانية نسردها في ما يللي
بالنسبة لمسألة الحور العين وما يقابلها للنساء
فاعلموا أن الجنة دار تشريف وليست دار ابتلاء كما هي الدنيا، بمعنى أن الرغبات التي نفتن بها في الدنيا، لا تكون فتنة في الآخرة، وإنما الرغبات هي حسب ما يلقي الله في القلب في الآخرة.
وعليه، فإن مسألة التركيز على الحور العين من حيث الوصف، هي من رحمة الله من باب البديل الذي يقابل شهوة الرجال في الدنيا لكي يكون عونا لهم على غض البصر والبعد عن الحرام.
والناظر في الوضع الطبيعي بشكل عام، يدرك الاختلاف بين شهوة الرجل وشهوة المرأة وما لدى الرجل من قدرة على ارتكاب الحرام من هذه الناحية مقابل ما لدى المرأة من قدرة، هذا طبعا في ظل وجود الضوابط في المجتمع وليس كما يحدث اليوم من شبه تساوي ومساواة بين الرجل والمرأة في فرص ووسائل ارتكاب المحرمات
و هذا الكلام ليس فقط رأي خاص بزميل الشبكة العنكبوتية بل هو الستيريوتايب في كل المجتمعات الإسلامية، فالرجل حيوان هائج لا يستطيع كبح جماح شهواته الجنسية برؤية المرأة و يسهل عليه الوقوع في الحرام . و لأنه كذلك فرب الرمال يستخدم ما حرم الرجل علي نفسه في الدنيا (لا أفهم كيف يكون جواز الجمع بين الأربع و كل ما ملكت أيمانهم حرمانا!) ليغريه به في الآخرة ، لاحظوا كيف أن اللغة التي يفهمها الرجل و يستطيع عمل قياس معها بالطيبات في الآخرة هي حسب مفهوم رب الرمال هي لغة الجنس. و حيث أن المرأة لا يغريها الجنس و لا يشدها صورة الرجل و جماله فهي الأكثر قدرة علي الحفاظ علي نفسها من الوقوع في الحرام و عليه فلا يشكل الجنس لها هاجس كما للرجل و بذا لا يحتاج رب الرمال أن يغريها به في الآخرة و كافي عليها واحد في الدنيا. بل كل ما إستطاع أن يوعدها به في الجنة هو التلاقي مع زوجها الدنوي حسب بعض التفاسير ، و ذلك إن هي رغبت في زوجها و لم تمانع أن تكون مجرد واحدة من نساؤه . ماذا لو هي لم تكن متزوجة؟ ماذا لو كانت تكره زوجها في الدنيا؟ كل هذه الأمور لا تهم رب الرمال و تركها لفتاوي وكلائه في الآرض ، فصار كل منهم يدلي بدلوه ، لأنها بالأساس لا تشكل له أهمية فدورها ثانوي مخصص للأرض حيث لا يوجد حور عين و لا عذراوات دائمات و لا ولدان مخلدون ( و المثلية محرم عليهم)، أما بالجنة فهنالك من يقوم بدورها و أكثر
و يعتبرون التبرير منطقي ؛ فمن الطبيعي أن يكون الجنسان مختلفان ، و من الطبيعي أن يكون التعامل مع أحدهما مختلف عن التعامل مع الآخر؛ كل بما يناسب طبيعته و رغبته الجنسية، مع أنه هو من خلق لهما هذه الرغبات و هو الذي فرق بينها في حدتها و لم يعدل. و لذا فمن الطبيعي أن تكون المرأة قد خلقت لغرض و دور واحد فقط و هو دور ثانوي تأتي أهميته كقارورة لحفظ منويات الرجل و رعايتها بالعواطف لبقاء النسل الذي يحمل هويته لوحده و هوية دينه . و لذا فالإسلام يحرص حرصا شديدا علي حسن إختيار الزوجة كما يحرص الطبيب علي أن يكون جهاز الحاضنة في مستشفاه مطابقا لشروط و نماذج قوائم السلامة قبل أن يوافق علي إستخدامها في خدمة الخدج
و لا يخجل المسلمون من التباهي بالعدل الإلاهي في أن الشريعة الإسلامية أعطت لطرفي عقد النكاح الحق في الإختيار مع أنه عندما يكون الأمر متعلقا بالمرأة فالإختيار ليس أمر فردي شخصي متعلق بها بل هو شأن كل ذكور عائلتها . و الإختيار ليس مطلق بل منحصر في من هو علي الديانة الإسلامية بتفضيل المتدين منهم بالطبع. فعن أبي حاتمالمزني – رضي الله عنه – عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ” إذا جاءكم منترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد ” وفي رواية : وفساد عريض . و مع أن الحديث لا يلزم بأن يكون دين الرجل هو الإسلام بصورة مباشرة و لا ما هو المقصود ب “خلقه”، ألا أنه تشريعيا لا يحق للمرأة المسلمة أن تنكح غير مسلم ، و إذا أراد غير المسلم أن يتزوج مسلمة فعليه أولا أن يبدل دينه و إلا تكون العلاقة محرمة . و كما يفهم ضمنيا و ثقافيا أن كل مسلم مؤمن يكون بالتبعية ذو خلق حسن . و لاحظوا الترهيب المباشر في حال رفض الزوج المتدين الخلوق و كيف تم إعطائه الأولوية في الإختيار علي كل ما عداه من صفات كالدرجة العلمية و العقل أو المال أو الحسب و النسب أو الشكل و الصورة أو حتي السن المناسب . بينما الأمور تتغير عندما يكون الموضوع يخص إختيار الزوجة لان مواصفات الترشيح للزواج من إمرأة تصب جميعها لهذا الدور الذي وجدت من أجله: أن تكون لعبة جميلة في الفراش فيشتهيها الرجل و يكثر من نكاحها ( و نكاح ثلاثة غيرها و كل ما يستطيع إمتلاكه من النسوة من حر ماله) حتي يبتعد عن النكاح بالحرام ، و تكون ذات دين حتي لا يخرج النسل عن المله، أو بمعني آخر : خليلة في الفراش، شيف في المطبخ، حاضنة و معلمة للأولاد، منظفه و مكنسة للبيت. و جزء من حرملك البيت ، و عدا عن ذلك فهو لا يليق بها و لا بوظيفتها “الطبيعية”٠
هذه بعض الأحاديث التي جاءت لإختيار ملكات الأيمان، أقصد الزوجات:٠
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خطب امرأةعقيمًا، فقال للرسول صلى الله عليه وسلم إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب إلا أنها لاتلد أفأتزوجها ؟ فنهاه، ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة فقال: “تزوجواالودود الولود فإني مكاثر بكم
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “تنكحالمرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك أوصى عثمان بن أبي العاص الثقفي أولاده فيتخير النطف فقال: “يا بني الناكح مغترس فلينظر امرؤ حيث يضع غرسه والعرق السوء قلماينجب فتخيروا ولو بعد حين” وسئل عمر بن الخطاب رضيالله عنه: ما حق الولد على أبيه؟ فأجاب بقوله: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمهالقرآن.
قال عليه الصلاة والسلام: لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسىحسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن علىالدين ، ولأمة ـ جارية ـ سوداء ذات دين أفضل
عندما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جابرًاـ رضي اللهعنه ـ: ” هل تزوجت ؟ فقال جابر: نعم يا رسول الله ، قال: بكرًا أم ثيبًا؟ قال: بلثيبًا، قال: فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك؟
المجموعة السابقة هي بعض الأحاديث التي جمعتها من المواقع الإسلامية علي الشبكة العنكبوتية و هي أحاديث صحيحة حسب زعمهم و كلها تصب في نفس الفكرة الذكورية و التي تصور الرجل بأنه مركز هذا الكون و كل شيء خلق فيه يدور حولة و حول رغباته، سواء كان هذا الشيء حيوانا أو إمرأة
منذ سنين و أنا فكرة العاطفة و الرغبة الجنسة و الفرق بينهما ظل يؤرق تفكيري و يحيرني. فلقد ترعرت في ثقافة تؤمن أن الرجل لا يستطيع أن يكبح جماح رغباتة الجنسية و أن المرأة مجرد فتنة لإختبار قوة تحمل الرجل و كذلك لإبتلاؤه بها . أو علي الأقل هذا ما يدعيه مفسروا الآية ” يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم”. و مع أني لم أستطيع في السابق و لا حتي أستطيع الآن أن أهضم هذه الآية و قسوتها في وصف الزوجة و الأولاد و لكن لنسلم جدلا أن هذا ما تعنيه الأية (لاحظوا كيف أن كل شيء يدور حول فلك الرجل) . فهمونا أن المرأة تميل أكثر للعواطف أي أنها تبحث عن الحب البريء مثل حب فاتن حمامه و ليس لديها شهوة جنسية أو شهوتها الجنسية علي الأقل لا تعادل شهوة الرجل و عليه فهي الأقدر علي حماية خطر فتنتها علي الرجل ، سواء بالحجاب الشكلي أو الفكري . أما الرجل فهو لا يحتاج أن يدخل في علاقة عاطفية مع المرأة كي ينكحها ، فهل هنالك عموما فرق بين العاطفة تجاه الجنس الآخر و الرغبة الجنسية ؟ و هل ممكن أن ينفصل أحدهما عن الآخر سواء للرجل أو للمرأة؟ شخصيا لا أعتقد أن هذا يعتمد علي الجنس و لكنه يعتمد علي الظرف
لو وضعنا موضوع شراء الجنس جانبا ، فالعواطف لا تأتي إلا بعد المعاشرة و لكن البداية تكون دائما بالميل و التجاذب الفيزيائي و الكيميائي للطرف الأخر . و هذا الميل أو الجذب يعتمد علي المشاعر الحسية كالنظر و الإعجاب بالصورة الشكلية أو رائحة معينة من الشخص أو الشخصية الجذابه. و من ثم يبدأ النكاح الفكري ، نعم تتخيل المرأة أنها في فراش الرجل و بين أحضانه كما يتخيل الرجل ذلك . فيفسره خيال الرجل بالمعاشرة الجنسية كما يفسره خيال المرأة تماما و لكن هذا الخيال يأخذ طابعا أكثر عاطفية من الرجل، و لا يعني ذلك أن الرجل يخلو من العواطف ، أما الرجل فتكون عواطفه تحت تصرفه. ليس فقط لأن طبيعتهما الفزيولوجية مختلفة ، و لكنه أيضا بسبب العوامل و الضغوط الإجتماعية و التي تكون علي المرأة في العادة أكثر من الرجل و خصوصا في المجتمعات الإسلامية العنصرية المغلقة . و هذا لا يعني أن المرأة لا تملك رغبة جنسية مثلها مثل الرجل تماما . أما مسألة شراء الجنس فمثلما يوجد هنالك من يشتري الجنس فهنالك من تبيعه و لا شأن للعواطف بالنسبة للطرفين هنا٠
أما عن الطبيعة الفيزيولوجية المختلفة للجنسين فعلم الإنسان أو الأنثروبولوجيا *يفسرها بالتالي: الرجل و بصورة عامة هو موزع للحيوانات المنوية و لذا فإختياره لأنثاه ليس معقدا، أي أنه ممكن أن يجامع فتاة يرتبط بها عاطفيا بصورة مؤقته، فهو يصنع ملايين الحيوانات المنوية في كل عملية جنسية ، و لا يهمه كيف يوزعها لأنه غير معني بتحمل تبعات هذه العملية من الحمل و الولادة، فلا يوجد عليه ضغط نفسي . أما المرأة و بصورة عامة أيضا فهي تصنع بيضة واحدة فقط في الشهر و لذلك فهي دقيقة في الإختيار و غير مستعدة أن تدخل في علاقة جنسية مع أي كان طالما لم يكن بالشروط التي يضعها عقلها الباطن و ذلك لوجود ضغط نفسي عليها في حالة حدوث الحمل و الإنجاب ، فطبيعي أن تختار من يضمن لجنينها البقاء ، و الضمان يكون بالجينات الحسنة مثل الشكل و الصحة و الذكاء ، أو بالقدرة المالية للإطمئنان علي مستقبل أبنائها . إذا فالتوزيع يكون للرجل، أما الإختيار فهو للمرأة، و هذه هي طبيعة كل من الجنسين ، و هذه الأمور ليس لها دخل بتاتا بقوة أو ضعف الرغبة الجنسية و لا يمكن حتي التعميم في مقارنتها سواء بين الرجل و المرأة أو حتي بين الجنس الواحد ، لأن الرغبة الجنسية مسألة فردية كفردية الشخص و فردية تطوره ، تتحكم بها عوامل متعددة منها ورائية و منها بيئية إجتماعية٠
ما يهمني في كلام الأخ أبو هلال هو قوله أن “الوضع الطبيعي” هو أن هنالك إختلاف في الشهوة الجنسية بين الرجل و المرأة، و ما أردت التأكيد عليه هو أنه و بناء علي ما جاء أعلاه فلا يوجد إختلاف في الشهوة الجنسية بين الجنسين . فكما يشتهي الرجل المرأة تشتهي المرأة الرجل و هذا هو الشيء الطبيعي . القدرة علي إرتكاب “الحرام” للرجل كما جاء في تحليل السيد أبو هلال ليس لكون شهوة الرجل تفوق شهوة المرأة و لكنه نابع من عدم خوفه نسبيا من توابع العملية و بعد تطور وسائل منع الحمل و عدم خوف المرأة من عواقب الدخول في علاقة جنسية تنتهي بالإنجاب لم يعد هنالك عائقا أمامها أن تدخل في علاقات “محرمة” كلما إشتهت رجل ما، و خصوصا إذا كانت معتمدة علي نفسها ماليا . و لكن يجب ألا ننسي أيضا الضغوط الإجتماعية و التي تزيد علي المرأة بصورة عامه أكثر من الرجل، و تبلغ مداها في المجتمعات الإسلامية٠
و الآن لنرجع إلي مسألة الثواب و العقاب الآخروي و الإختلاف بينها لكل جنس حيث قام رب الرمال بوعد الرجال بحور العين و الولدان المخلدون و فوقهم زوجاتهم في الدنيا، لا يوجد مقابله أي شيء للمرأة بناء علي هذا الإفتراض الواهي. و أبو هلال و في محاولة منه لإعطاء رب المسلمين العذر لتفرقتة بين الرجل و المرأة في الدنيا و في الآخرة فهو في الواقع أهانه . ففوق كون ربه ذكوري متعصب لجنسه فهو جاهل لا يعرف أنه سيأتي يوم تمارس فيه المرأة “شهواتها” الجنسية بكل حرية و بدون الخوف من الحمل و الولادة، و هذا شيء أصبح اليوم في البلاد الغربية من ضمن الحريات الشخصية التي لا يتدخل بها لا أب و لا أخ ، و ما يفرق بين النسوة في ممارسة “شهواتهن الجنسية” في تلك الدول عن الدول الإسلامية هو العادات و التقاليد و القوانين التشريعية التي تعاقب العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج الديني و ليس الفيزيولوجية الطبيعية، فهناك يتم كل شيء في العلن، أما في الشرق فكل شيء لدينا ضائع لأننا نفضل السكوت و السرية و عليه لا يوجد لدينا مادة إحصائية للمقارنة. فعندما قلت ردا عليه “ أريد رجال حور مفتولي العضلات” في الجنة ، حسبني شاذه عن القاعدة بقوله “فهل يا ترى بالفعل تشكل لك مسألة الحصول على أكثر من رجل مفتول العضلات في الدنيا كل هذا الهاجس يعني؟ تريدين أن تدعي ذلك؟ التشريعات تأتي للعموم، ولا أعتقد أننا نستطيع أن نعمم حالتك هذه على جميع النساء المسلمات!”، لا لست شاذة ، بل أنا جدا طبيعية و أفتخر بكوني علي طبيعتي ، فالمسألة ليست مسألة هاجس و لكنها مسألة مغالطات و إدعاءات بفهم الطبيعة الأنثوية و بناء نظام تشريعي متكامل ظالم مبني علي الجهل
فيا أيها المسلمون و المسلمات المرددين و المرددات بأن ربكم أكرم المرأة المسلمة و شرفها رجاءا إستخدموا عقولكم، أين هو التكريم و التشريف في العبودية؟ و كيف تتجرأون علي مقارنة المرأة في الغرب بالمرأة في الدول الإسلامية من حيث الرقي في إستخدام حريتها الشخصية؟ لا و ربكن الذي خلقكن فأذلكن ، هن الحريرات و أنتن الرقيق و إن لم يعجبكن كلامي
تحياتي
*
It’s not you, it’s Biology; The Science of Love, Sex, and Relationships by Joe Quirk
إحتفالاً بيوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من مارس، تقيم رابطة الشباب الوطني الديمقراطي ندوة بعنوان : المرأة الكويتية تحدي وعطاء ” لتسليط الضوء على دور وإنجازات المرأة الكويتية في العديد من المجالات، وكذلك على قضية مهمة مثل التوعية الاجتماعية والسياسية للمرأة الكويتية.
وذلك في تمام الساعة 7:15 من مساء يوم الأثنين الموافق 8/مارس/2010
في الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية
المحاضرون:
المحامية كوثر الجوعان
ستحدثنا عن التوعية الاجتماعية والسياسية للمرأة
د. رنا العبدالرزاق
ستحدثنا عن وضع المرأة الاجتماعي في الكويت
الاعلامية أمل عبدالله
ستحدثنا عن دور المرأة في الاعلام الكويتي
أنعام سعود
كاتبة مسرحية
ستحدثنا عن دور المرأة في الأدب الكويتي
و بمناسبة يوم المرأة العالمي لنسمع ما يقوله الشيخ مجدي غنيم عن دورك يا قاروره، يا من ملكت أيمانهم في العهد الجديد ، يا منظفة القيء و وساخة الولد…دي شغلتك فنحن أمة تجيد صناعة الموت…حي علي الجهاد
يقيم مركز “الحوار” للثقافة (تنوير) ندوة بعنوان (تشارلز دارون ونظرية التطور) يحاضر فيها الدكتور حسين الداوود وذلك يوم الثلاثاء 2 مارس في تمام الساعة الثامنة مساءً بالجمعية الثقافية النسائية في منطقة الخالدية
Recent Comments