لكل فعل رد فعل مساو له بالمقدار و معاكس بالإتجاه. و هذا لا ينطبق فقط علي القوانين الفيزيائية و لكن أيضا علي العلاقات الإنسانيه كما يقول الدالي لاما. فإن أردنا أن نحسن العلاقات بين أقراننا، ليس فقط من أجل الحفاظ علي ” الوحدة الوطنية”، و لكن أيضا لنبقي و نعيش بسلام و إحترام متبادل مع كل إختلافاتنا، فلابد من تقبل الآخر كما هو و ليس كما نريده أن يكون. فالكويت تذكرني كثيرا بكاليفورنيا من حيث تعدد أصول أهلها، ليس بنفس التوسع و لا بنفس الدرجات بالطبع، و لكن مع ذلك تتمع بجمال التعددية و إحترام الإختلاف بين شعبها، فالعيون المشخوطة الصينية و البنية الشرقية و الزرقاء الأوربية كلها عيون أمريكية ، لا فرق بينها . و أهم شيء يميزهم هو تحمل بعضهم البعض . فالتحمل لا يعني أبدا محبة الآخر ، فلا أتصور أن من أصوله فيتنامية مثلا سيساعد زميله من الأصول الهندية و يترك الفيتنامي ذو الحاجة (و لكن ذلك لا يعني أنه يتفق مع ساسة فيتنام و يحرض الفيتناميين علي أمريكا) ، فلكل شخص ميول أو تعصب طبيعي لأهله و دينه و طائفته ، و هذا في الواقع لا يشينه إن لم يكن متطرفا ، و لكن معني كلمة التعددية أستطيع أن ألخصه في جملة واحدة – مع التمني بألا يكون ذلك إختزالا له – فهو يظهر من خلال تطبيق القانون الذهبي الذي لا نعرفه نحن الشرقيين للأسف و الذي ينص علي
Do unto others as you would have others do unto you.
بمعني عامل الآخرين بما تريدهم أن يعاملوك
فما يحصل اليوم من الصراع بين السنة و الشيعة في الكويت ممثلة بشيوخ دين متطرفين من كل مجموعة ما هو إلا صراع سياسي علي السلطة و الحكم الشعبوي متلبسا اللباس القدسي لكي تضمن كل مجموعة كسب التعاطف و الولاء لها ، و الولاء هنا لا يقصد به الولاء الوطني ، و لكنه الولاء الطائفي و الديني المذهبي ، و الذي هو أشد ضراوة و بأسا من الولاء الوطني لأصحابه. فلقد بدأ هذا الخلاف علي الموالاة من قبل ١٤٠٠ سنة و لم ينتهي اليوم و لن ينتهي غدا ما لم نضع نحن كشعوب له حدا. و الحد لا يكون بإقصاء أو فناء الآخر بفرض منهج الأغلبية كمقرر إجباري عليه ، و لا بإنكار وجود الآخر و غض النظر عن المسائل الخلافية و كأنها غير موجوده. وضع الحد بتصوري يكون بالسماح للجهتين بقول ما يشاؤن دون التدخل الرسمي ، فالمسألة بالأساس شعبية دينية و حلها لا يكون إلا شعبي ديني و من خلال الإصلاح الديني لكل طائفة . و ما علي الدولة الرسمية إلا أنها تسمح للجهتين بقول ما يريدون ، تسمح لهم بالمجادلة و الإختلاف تحت سقفها و حمايتها ، لا أن تأخذ بصف أحدهم ضد الآخر ، و ذلك لأن التدخل الرسمي للدولة سيكبر المشكلة و يخلق منها فوضي ، و يزيد من أنصار كل مجموعة بالتعاطف مع مجموعته و من هم علي مذهبه لقيام الظلم عليه ، و ليس لأنه نصرة للحق . و هذا ما يصنع من السفيه بطلا . و هذه ليست نبوة بالغيب و لكنه درس يجب أن نتعلمه من التاريخ و نمضي إلي الآمام بدون مزايدات رخيصة ناتجة عن التفكير العاطفي و الذي بدوره يسجننا في قلب التاريخ فنظل نعيش بنفس الظروف القديمة و نعيد نفس الأخطاء و كأننا مومياءات رجعت لها الحياة بقوة فعل تعصبنا . فيظهر بيننا السفية الذي يشكك في عرض إنسانة تعتبر أم المؤمنين للأغلبية السنية الذين أخذوا منها علي الآقل ٨٠ في المئة من أحاديث نبيهم ، و عمرها أكثر من ١٤٠٠ سنه ، و يأتي في المقابل من يستل سيفه للدفاع عن حرمه و شرفه و كأنه يدافع عن أمه أو أخته التي تعيش معه . يعني اليوم و بعد مرور كل هذه السنوات لا زالت حادثة الإفك و التي هي مذكورة بالتاريخ – كل حسب الروايات التي يستند إليها- هي سبب جرائم ممكن أن تحدث بسبب الشرف!٠
هذه قد تكون نكتة نضحك عليها إذا كنا جميعا من خارج هذين المذهبين ، و لكنه في الداخل ، حيث الغليان فالمسألة أكبر من ذلك بكثير. و في هذه أنا أتفق مع ياسر بأن التاريخ و الرويات يجب أن يعاد طرحها و مناقشتها ، ليس لبيان الحق كما يزعم هو ، و لكن لتنقيح التاريخ من شوائبه ، فليست كل الروايات التي وصلتنا صحيحة ، بل هي في أغلبيتها مدلسه بسبب السياسة و التغير في الحكم من قبل دويلات متناحرة بالأصل علي الحكم السياسي و ليس علي الدين، فالدين أو المذهب إستخدم في الماضي كما هو يستخدم اليوم ، و لذلك ففي الآزمنة القديمة إجتهد علماء الدين ليعملوا هذا التنقيح و كان دافع البعض منهم وقتها هو أيضا ما يحصل في المجتمعات من خلافات و غيره . و اليوم هو يوم الفضائيات أي يوم الإتصالات التي أرجعت الأمور الخلافية للسطح مرة أخري ، و لا يوجد أي حل لها إلا بإعادة النظر فيها و من الداخل، من شيوخ الدين للطرفين بالمناقشة و المراجعة و التنقيح و التحديث ، دون تدخل الدولة. فالدولة بدورها هي أحد المتهمين بما يحدث و ذلك لسوء إدارتها بصورة عامة ، فمن ناحية هي فرضت منهج السلفية في المدارس الحكومية ، و لم يكن بيدها أن تمنع الحسينيات ، فعمل كل جهه بالإتجاة المعاكس. و لو كان المواطن الشيعي لا يشعر بالظلم و محاباة النظام للسني لما سمع لمتطرف مثل ياسر الحبيب. و أنا لا أقول أن الشيعة لا يختلفون مع ياسر، فالشيعة مثل السنة ملل و نحل و أفكار كثيرة، و لكن خلافهم معه ليس بالمبدأ و لكن بالوسيلة ، و السبب هو أنه يتحدث باللغة التي تعودوا سماعها و التي تعكس واقعهم “المظلومية” ، فهل من المعقول مثلا أن تري شخص يسمع قصة الحسين و للمرة المئة لدرجة الحفظ و يبكي عليها و كأنها حدثت البارحة؟ طبعا هذا غير معقول، و أنا مستعدة أن أبصم بالعشرة أن الأغلبية إنما تبكي علي أحوالها اليومية، أو حتي تتظاهر بالبكاء . فهل وجدت دراسات لبيان تأثير إحياء التاريخ و إسقاطه علي الواقع المعاش علي نفسية الفرد؟ و هل أضمن أن إبن أخي لن يتربي إرهابيا و هو الذي لم يتعدي سنين المراهقة ، و مع ذلك أرسل لإبني ما يقرب الخمسين فيديوكليب كلها تمثيليات لقصص الشيعة الدموية في الحسينيات؟ بالطبع لا، لأن هذه الأمور أخذناها بالوراثة علي أنها مسلمات مقدسات لا يجب أن تناقش، و هذا هو الخطأ، كما أراه أنا
ياسر الحبيب، الرجل الذي أثار في المجتمع الكويتي و نوعا ما في المجتمع الخليجي زوبعة من الغبار الطائفي من أثر التراكمات ا؛تاريخية و التي تشبه تلك الموجودة في قعر فنجان القهوة التركية الثقيلة، في الواقع شخصية تستحق أن نقف أمامها و ندرسها ، ليس إيمانا لما يدعو له أو إعجابا به ، و لا حتي تعاطفا معه، و لكن حتي ندرس أحوال الشيعة الإجتماعية و السياسية كأقليات تحت حكم الدولة السنية ، فالشيعة يمثلون أكبر أقلية في الخليج ، و من الخطأ أن يكونوا مهمشين في دراساتنا و بحوثنا. فمن حيث المبدأ قد يختلف الكثيرون حول ما يقوله ياسر و بعضهم حتي تبرأ منه، فالشيعة لا يجمعهم فكر واحد حتي بين الطائفة الإثنى عشرية ، حالهم في ذلك حال السنة ، و لكن ما لا يختلف عليه كل شيعي يحيى في الخليج أنه لا يعامل معاملة السني كمواطن ، فالمدارس التي يرسل إليها أطفاله تدرسه مناهج دينية أهله لا يتقبلونها و هو يختلف مع توجهها – ليس جميعها بالطبع و لكن في المسائل العالقة بين الطرفين مثل زيارة المقابر مثلا – فيضطر الوالد أن يأخذ أبنائه إلي الحسينيات حتي لا يفقد نهجه الشيعي. و بذلك تزدهر الحسينيات و يكبر سوقها و مستغليها . بل و في كثير من الآحيان يضطر الوالد أو الوالدة أن يحظر بنفسه مجالس الشيعة حتي يعلم إبنه نهجه ، كما فعلت أنا لأني بالأساس تعلمت في مدارس سنية و لم أعرف ما هو الفرق عندما كنت صغيره . و هذا من حقه ، فكل والد يريد أن يربي إبنه علي نهجه. و شخصيا عانيت من هذه المشكلة ، فلقد كنت أقول لإبني عندما لا يتفق ما كان يدرسه في المدرسة الحكومية مع نهجي الشيعي – سابقا- “إحفظ الدرس حتي تنجح، و لكن لا تعتقد به ، بل الصحيح هو كذا و كذا.” و أنا علي فكرة، لم أكن متطرفة أنذاك. و لكن لاحظوا ما لهذه الإزدواجية من تأثير علي العقول الصغيرة الطرية، و ما قد يكون عليه من أثر نفسي تدميري علي شخصة الطفل مستقبلا . و كذلك الحال بالنسبة للبرامج الدينية في الإعلام النابع من القنوات الرسمية ، و التي تكون دائما مصبغة بصبغة الآكثرية السنية. و لكن ما يقابل ذلك هو الفضائيات و التي تسمح للطرف الآخر بأن يعمل كمسند يعادل الطرف الآخر حتي لو كان متطرفا، أو حتي لو كان موقع ياسر الحبيب
فياسر بإعتقادي هو بالأساس يعيش ظلم الواقع ، فعشرين سنة حكم بالسجن في قضية رأي لا يكون حكما عادلا، أما إذا كانت القضية قضية إخلال بالآمن العام ، فجريمة بهذه النوعية تحتاج إلي جرم موجود في الواقع ، أي أدوات الجريمة ، فأين هي و علي أي أساس تم الحكم عليه؟ أما هو شخصيا فيستمد شرعيته من التاريخ لكي يثآر لأنه بإعتقاده الشخصي ، و قد يكون محقا ، ظلم من المجتمع الكويتي . فالمجتمع و الذي يغلب عليه التشدد الديني السلفي ، و خصوصا في السنوات الآخيرة ، حكم عليه بالنفي الإجباري من بلده ، و فوق ذلك يطالب قضاة التفتيش المتأسلمون اليوم بسحب الجنسية منه ، مع أني لا أعرف ما دخل هذه بتلك!
و لو كان تم التعامل معه و مع قضيته كقضية رأي و إختلاف طرفين لما كان قد تطور الموضوع بهذه الصورة، و التي بالنهاية رجعت علي الدولة و الحكومة بسوء الإدارة في التعامل معها . فهنالك من يقول أنه أفرج عنه ، و هنالك من يقول أنه تم تهريبه و ضاعت القضية الرئيسية لتظهر مكانها نزاعات جانبية
فهل هكذا نحل مشاكلنا؟
و أفضل ما أختتم به هو قول للدالي لاما بأن آفضل الديانات هو الدين الذي يجعل منك إنسانا
كتبت جريدة الآن الإليكترونية خبرا بعنوان “ مات عقل كويتي” . و لكني وددت أن أصحح لها بأنه “مات العقل الكويتي”، فهنالك فرق بين الإسم بالألف و اللام و الإسم الحاف. أحمد البغدادي دكتور العلوم السياسية في جامعة الكويت لم يكن فقط عقلا و لا حتي مجرد مدرسا أو كاتبا أو ناقدا أو محللا سياسيا تاريخيا أو إسلاميا . أحمد البغدادي كان مشروع تحديث و حضارة، لم تقم الدولة بإستثماره جيدا كما هي حالها مع كل المشاريع الجيدة المثمره. فلقد كان أحمد عقول في عقل كادت الدولة الدينية الموالاة أن تصنع منه مجرما. أحمد البغدادي كان آخر صوت ليبرالي حسب الليبرالية المتعارف عليها دوليا في مواثيق كانت نتاج العصور التنويرية ، من حريات غير مقيدة بالأهواء الشخصية، إلي مفهوم تحمل الآخر أو التعددية و أنواعها و كذلك معني و مفهوم العلمانية، كل هذه الأمور التي كانت عوامل متشابكة ، تصنع النسيج الليبرالي الذي جربتها البشرية بعد الثورة الفرنسية. فالليبرالية التي كان يمثلها البغدادي ليست كليبرالية ممثلوا الشعب في مجلس الأمة الكويتي و الذين لا يعرفون الفرق بين العلمانية و الشيطان، فيستعيذون بالله عند سماعهم لكلمة علمانية. بل كانت ليبراليته هي الليبرالية المدروسة أكاديميا و علميا و تاريخيا و سوسيولوجيا و سايكولوجيا و فلسفيا، و مجربة في دساتير مدنية كأفضل ما قدمتها البشرية. البغدادي طالب بحقه كأب ليبرالي خاضع لنظام مدني أن يكون له حق الإختيار، و هذا ما كان يجب علي كل أب أن يفعل كي يبعد هيمنة ملالوة المساجد و مدعوذوها و مستغلوها علي عقول النشيء و تدنيسها بثقافة الموت و كرة الحياة ، و لكنهم كعادتهم لم يفعلوا، فتحمل هو وحده العاقبه و دفع الثمن . و مع ذلك لم يتوقف عن نقد أكبر مؤسسة تعليمية في الكويت ، ألا و هي جامعة الكويت و التي تردي فيها المستوي الأكاديمي من سنة إلي أخري ، بل و حذر من سيطرة قوم أبي جهل عليها حتي تعب و مرض، شأنه شأن كل العظام. و لازالت الأيدي القذرة تعيث بأكبر مؤسسة أكاديمية و تتحكم فيها تماما كما هم متحكمون بكل موارد الدولة و مؤسساتها، أو كما يقال بالإنجليزية
Islamist are holding Kuwait University by the balls, or
Islamist are holding the whole country by the balls
و لم يسمع نداؤه أحد. بل كفروه و أتهموه زورا ب “المجرم”٠
و طالب بإلغاء كلية الشريعة في جامعة الكويت لكونها تساهم في نشر الإرهاب
إذا كان النقد أداة و وسيلة لنهضة الآمم ، فهذا يعني أن المجتمع الذي يحارب النقد هو مجتمع فاشل و بالتالي زائل. البغدادي كان آخر وسيلة نقد لجامعة الكويت ، هذه المؤسسة التي أكلها الدود الإسلامي و نخر حتي وصل إلي العظام . البغدادي كان وجدان يتألم إلي ما آلت إليه أمور بلده. البغدادي هو مثالي و هو معلمي و أستاذي حتي لو كنت لم أقابله بصفة شخصة أبدا، فهو بالنسبة لي رمزا للحكمه، و أعقل سياسيوا البلد. لقد كان عملاقا بصدقه مع نفسه ، و هي صفة قلما نجدها في الكتاب هذه الأيام . كان سخيا في عطائه، فجريدة السياسة لم يجذبني فيها غيره. و لسوء حظي ، لم يحصل لي الشرف بالتعرف عليه شخصيا مع أنني قابلته في مناسبات عديدة و لكنها كانت جميعهامناسبات رسمية. و لسوء حظي أيضا أنه عندما تيسر لي أن أراه عن طريق صديق مشترك في جلسة ثقافيه محصورة و محفوفة بين الأصدقاء، لم أستطع الحضور لدواعي السفر و ضيعت فرصة كنت أترقبها بكل ما لدي من إكبار لهذا العقل. فمعرفتي بالبغدادي معرفه قديمة فأنا لم أتعرف علي البغدادي من خلال كتاباته و حسب و لكني أيضا عرفته من خلال طلبته السابقين و الذين صار البعض منهم زملائي في العمل. عرفته عندما إتهم “بتحقير الدين الإسلامي في مقال نشره في يونيو/حزيران” من سنة ٢٠٠٥ ” وقضت بسجنه سنة مع توقيف هذه العقوبة لثلاث سنوات” و كان كل جرمة أنه ذكر في هذه المقالة بأنه كوالد كويتي يعمل و يكد و يصرف المال علي أبنه الذي يدرس في المدارس الخاصة و التي تكلفه الكثير، و لذا فهو يري أنه من حقه كوالد ، إختيار نوعية الدراسة التي يفضلها لإبنه، فهو لا يريد أن يكون إبنه رجل دين مثلا، فلا يجوز أن يكون مقرره الدراسي مزدحم بالمواد الدينية علي حساب المواد التربوية كالفنون و الموسيقي. كان ذلك إعتراض من أب علي محاولة المؤسسات الدينية السيطرة علي دماغ إبنه و تخريجه إرهابيا كما هي حال المدارس الحكومية الدينية الإسلامية و التي تحض علي التفرقة و الطائفية في مناهجها التي أصبحت تثقل كاهل الطالب بكثرتها و التي هي علي حساب الدروس الفنية. فالموسيقي و الرسم و الدراسات الفنية و الإبداعية و التربوية ليست مهمة في نظر من يريد تربية حب الموت و الجهاد في سبيل الدين و الرسول بدلا من التربية الذوقية و الجمالية. أي مدارس عسكرية، تخرج جيل من القص\لصق و ترسلهم في بقاع الأرض كي يحرقوا الأرض و النسل، سواء بتفجير أنفسهم بين الأبرياء أم بمهاجمتهم للآخرين علي النت. هذا الجيل الذي لم يرد البغدادي أن يكون إبنه من عجينته، و أراد له أن يكون دكتورا أو مهندسا أو حتي موسيقار ، أو رسام، يبعث البهجة في نفس من يري إبداعه بدلا أن يكون عالة علي غيره ، علي أقل تقدير، إن هو تخرج مفتي أو حتي دكتور في الشريعة أو علم الكلام، فهولاء زاد عددهم في الدوله حتي من غير شهادات (شيلمهن-البطالة المقنعة). و طبعا لم يعجب ذلك قوم أبي جهل فكفروه و رفعوا عليه القضايا. و كان هذا آخر صوت يئن لشعب “مكاري” عندما قال “”لابد من الاعتراف بأن التيار الديني قد انتصر في معركته ضدي, وهنيئا له ولهذه الدولة الاستبدادية هذا النصر.. لذلك سأتوقف عن الكتابة في الموضوعات الدينية إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ” و ها هو يومك يا بغدادي، فسامح السفهاء منا، فهم جهله. و ليسمح لي الزميل موزارت أن أقوم بعمل نقل لآخر مقالة للبغدادي يخاطب فيها طلبته إلي هنا، علنا نستفيد من هذا العقل الكويتي، فالفكر يعيش حتي لو مات ما يحركه، و البغدادي كان فكرا جميلا سيعيش بيننا كما عاش فكر الربعي
أحمد البغدادي
طلبتي… وداعاً
أوتاد
لم أعدم الأمل بشباب الكويت رغم تشاؤمي المعروف… ولا أملك سوى شكر طلبتي
كثيرا ما يقولون و”وداعا وإلى لقاء” وبكل ألم لن أستطيع أن أقول لكم ذلك بسبب الظروف الصحية السيئة التي أمر بها الآن,أبنائي: لقد جمعتني بكم الجامعة وقاعات المحاضرات, لقد كانت أياما جميلة لن تعود مع الأسف الشديد, سنوات قضيتها في رحاب الجامعة ولم يخطر على بالي يوماً أنني سأعجز حتى عن توديعكم شخصيا. أعلم تماما أنني لم أكن كما يقولون “كامل الأوصاف”, لكنني حاولت جهدي أن أقدم لكم كل ما لدي من علم عن موضوعات المحاضرات, موضوعات لم تتعلق بها حياتكم يوما, ولن تتعلق بها في المستقبل بعد التخرج, لكنها علم لا يستغني عنه العقلاء.أعلم تماما الأوصاف التي كنتم تطلقونها علي من وراء ظهري…” نحيس” … “لعين”, أسئلته صعبة , لا يقدر الظروف..لا يساعد في الدرجات..وهي آراء لا تخلو من الصحة, لكن ضعوا عيونكم في عيوني مباشرة وقولي لي صراحة: هل كنت مقصرا في شرح المادة العلمية? هل كنت أعاملكم بظلم او بمحاباة بعضكم على بعض? هل كنت أتغيب عن المحاضرات? هل شعرتم يوماً بعدم العدل أو بالظلم عند حصولكم على الدرجات? هل استثنيت نفسي بالمحاباة بإتيان ما كنت أنهاكم عنه? ألم أكن حريصا ومذكرا دائما وبإلحاح لكم بأهمية الالتزام في الحياة? لم تكونوا يوما ما طلبة أغبياء, لكنكم كنتم طلبة كسالى بامتياز, وكنت لا أتردد عن قول ذلك لكم جهرا. ولا بد أن تعترفوا في المقابل أنكم كنتم كثيري التغيب وعدم الانتظام في الحضور وعدم الاستعداد بقراءة الموضوعات المطلوبة للمحاضرة, وما أكثر أعذاركم الواهية! كل هذه ” المتع ” ستظل ترافقني بقية حياتي التي سأقضيها بعيدا منكم. فما أقصر الطريق, وما أطول الآمال!أتدرون كم هي ممتعة حياة التدريس? وأصارحكم القول, لقد جلبتم المتعة لحياتي الشخصية. قد لا تصدقون ذلك.لكنها الحقيقة… كنتم مرآة الزمن التي كنت أرى من خلالها شبابي الماضي. وبرغم مشكلاتكم سأعترف لكم اليوم بعد أن حالت ظروف المرض دون مقابلتي إياكم, أن الحياة معكم لم تخل من ضحكات عابرة ضحكناها معا في جنبات قاعة المحاضرات. كنتم تروني ديكتاتورا, وكنت أرى ضرورة تعليمكم الآن معنى وأهمية الالتزام قبل انغماسكم في خضم الحياة, كنت أجمع الكتب التي كنتم تتخلصون منها بعد تقديم الامتحانات, متحسرا على الأموال التي أنفقتموها دون إحساس بالمسؤولية, فاللامبالاة كانت لكم أسلوب حياة, ولست ألومكم في هذه المرحلة من الحياة الطائشة.خلال أكثر من ثلاثين عاما, استحضر اليوم أسماء طلبة تشرفت بتدريسهم, وفرحت لما وصلوا إليه من مناصب في الدولة, ومنهم من فرضوا أنفسهم بشقواتهم. الذاكرة لا تتسع لهم جميعا, لكنها تضم في خباياها, الشاعر والباحث عقيل العيدان وحمد بورحمة ( سفيرنا في السنغال ), وعلي نخيلان (سفيرنا في السويد ), ومنصور مبارك وعلي الظفيري ( الخارجية ) ويوسف الهولي و “مدحت “, أقصد محمد ششتري ( يعلم ماذا أقصد ), وطلال المطر (زعيم الرواد ), وعبد العزيز الفلاح ( أفغانستان ) الذي بدأ دراسته معي مكفراً لكل الليبراليين ثم ينتهي به الأمر بإعادة التفكير في مفاهيمه الدينية بعد بعض النقاشات بشأن ما ورد في بحثه من مغالطات, وهو اليوم بحمد الله أكثر عقلانية, وفيصل العنزي وحسين الصباغة وسالم المذن وسالم المري, وحتى أوس الشاهين زعيم طلبة “الإخوان المسلمين” في الجامعة, والذي رسب بسبب التغيب, ثم تقدم بالشكوى ضدي! ولا يعلم سوى الله إلى أين وصلت اليوم هذه الشكوى, والأوزبكستاني نور الدين وابن البحرين, إلى جانب الطالبات اللواتي تمنعني العادات والتقاليد من ذكر أسمائهن…لكل هؤلاء الشكر على إسعادهم إياي بتكاسلهم والصد عني حين كنت أحرجهم بالأسئلة, أشكر الذين واللواتي شاركوا وشاركن في النقاش ليشعروني أن الدنيا لا تزال بخير, وأن الكويت لا تعدم شبابا نافعا.اليوم والمرض يقعدني عن مقابلتكم لأشكركم على تلك اللحظات السعيدة والمزعجة, لا أملك سوى التمنيات لهم بالتوفيق سواء أثناء دراستهم وبعد تخرجهم, وليتذكروا أن لي نصيباً في كل ما يحققونه في حياتهم, لا شك أن الحياة ستلهيهم بمشكلاتها, لكنهم لن يعدموا سويعات ترجع بهم إلى سنوات الجامعة بحلوها ومرها, وقد يتذكرون أستاذا حاول جهده أن يعلمهم أهمية الالتزام وأن يبين لهم أهمية العلم, من هؤلاء من شكرني بعد سنوات طويلة بعد التخرج…وخلال هذه السنوات الطوال لا أفتخر بشيء كافتخاري بما قاله لي أحد أصدقائي الأعزاء يوم زارني في الجامعة, كان يبحث عن مكتبي.. فسأل أحد الطلبة العابرين في القسم, فقال له الطالب معتقدا أنه أحد الطلبة: إذا كنت تريد علما, عليك بالدكتور البغدادي, أما إذا كنت تريد درجة, فلا تسجل عنده! وبرغم أن هذا الطالب قد وضع من دون قصد وساما على صدري, إلا أنه كغيره من الطلبة لم يعلم كم ساعدت من طلبة كانوا على وشك الفصل من الجامعة, وطلبة قبلت أعذارهم الواهية حتى لا يرسبوا بالغياب, واخرون تركتهم يتوسلون الدرجة, ولم يعلموا أنهم حصلوا عليها بمساعدتي, لأنني أردت أن يؤمنوا بأنفسهم, كنت كغيري من الأساتذة الأفاضل, نضع التقديرات على ورقة الأسماء, ثم نستغفر الله على “مبالغتنا” وأحيانا “كذبنا ” في هذه التقديرات. وكم كنت أمزح مع بعض الأخوة قائلا لهم بعد رصد الدرجات: ولا حتى ماء زمزم يطهرنا مما “اقترفناه”من جناية بحق العلم والتعليم…وكان رد معظمهم” يا معود.. إهي اوقفت على هاذي”, الديرة كلها خربانة. كان ردهم يحمل الكثير من الصحة ومن الألم, مثل هذه الردود تجعلك وكأنك تحرث في البحر, لكنني لم أعدم الأمل بشباب الكويت رغم تشاؤمي المعروف, لم نكن نملك غيرهم, ولم يكن أمامي سوى الإيمان بقدراتهم على التغيير.في العزلة التي فرضتها الظروف الصحية السيئة علي, لا أملك سوى شكركم من بعيد على كل لحظة كسل وتقاعس, وكذبة بيضاء والتعلل بالأعذار الواهية…حتى ساورني الشك أن أحدكم قد لا يمانع في وفاة أحد أقربائه لمجرد تقديم عذر حتى لا يُفصل من المقرر بعد أن تجاوز النسبة المحددة قانونا! مرة أخرى أشكركم لأنكم أدخلتم المتعة البريئة إلى حياتي.لكن ما أريده منكم حقا أن تتذكروه…الالتزام في حياتكم العائلية والوظيفية, لا شك أنكم ستنسون الكثير مما تعلمتموه, لكنني أثق بكم.
هل هي مصادفة بأنه كلما زاد تدين مجتمع ما كلما زاد معدل الجريمة؟
يقول الكاتب السعودي إبراهيم البليهي أن ثقافة كل جيل ما هو إلا نتاج تربية و تعليم الجيل الذي سبقه . و علي هذا الآساس فثقافة هذا الجيل هو نتاج تربية و تعليم جيل ما يسمي بالصحوة الدينية الإسلامية التي بدأت تتغلغل في أشلاء الدول الإسلامية منذ أواخر السبعينات و بعد الثورة علي حكم الشاه في إيران تحديدا ، و حتي بلغت “أكلها” اليوم في جميع الدول الإسلامية، فالواضح للعيان أن التدين في المجتمعات الإسلامية في تزايد إذا ما قارنا بين الوضع اليوم بما كان في الستينات و السبعينات (لن أقارن بيننا و بين السويد ، تلك الدولة العلمانية المنهج ، فهذا ظلم للسويد) ٠
التدين في الدول الإسلامية زحف من خلال الحياة الإجتماعية و صقلها بالتربية و التعليم كمثل غرس الزرع، و إمتد إلي الأمور المالية و تدخل في الحياة السياسية و في العلم و التعليم و الإعلام. فدخل بين الوالد و ولده و الزوج و زوجته. فحرمت تداول الخمور و تجارتها بعد أن كانت مجازة في بعض الدول (كالكويت )و منع الإختلاط حتي في أعتاب الجامعة . و حددت الأدوار الوظيفية لكل فرد (المرأة في البيت و الرجل خارجه) بقوانين ماليه ( دولة الكويت تفرق بين العلاوات الإجتماعية للرجل و للمرأة في نفس الوظيفة، و تعطي الرجل علاوة الأطفال علي أساس أنه هو المسئول عن الإدارة المالية لعائلته حسب النهج الإسلامي، و عليه تصرف له و ليس للزوجة حتي لو كانت الزوجة هي من تصرف عليهم. و كذلك توزع الإرث حسب القوانين و الشريعة الإسلامية (للرجل حق الإنثيين ) في المحاكم المدنية للدولة ليزيد إعتماد المرأة علي الرجل ماديا). و حورب المثليين و تم جرجرتهم للسجون بغير ذنب سوي أنهم “خلقوا” هكذا و تم سن التشريعات لمحاربتهم خوفا من سخط الإلاه كما سخط علي قوم لوط ، و لم يرحم لا طفل و لا شيب و لا شاب. و أنشأت البنوك الإسلامية التي لا تعمل بالربا الحرام بل بالمرابحة الحلال (في محاولة للضحك علي ذقن الرب!)، و طبقت الشريعة الإسلامية بالدستور المدني لتجعله دين دوله. كما أبدعت في العلوم الإسلامية الطبية و أقامت لها مؤتمرات إفتتحها أكبر رأس في الدولة ، منها للوقاية من الأمراض ( قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في أحد جناحيه داء و في الآخري الشفاء. ” أخرجه البخاري و إبن ماجه” ) ، و منها للعلاج ، فأنتج الدواء لمعالجة السرطان بكلفه زهيده ليست أكثر من ثمن حليب الإبل مخلوطا ببوله كما جاء عن النبي في البخاري ، ” حدثنا موسي بن إسماعيل حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن ناسا إجتووا في المدينة فأمرهم النبي صلي الله عليه و سلم أن يلحقوا براعية يعني الإبل فيشربوا من ألبانها و أبوالها فلحقوا براعية فشربوا من ألبانها و أبوالها حتي صلحت أبدانهم “، (السر علي ما أعتقد بالنسبة و التناسب بين البول و الحليب!) . و هذا غيض من فيض الإعجاز العلمي للقرآن و الذي يكون البحث فيه كما الطريقة الإسلامية هو الإعتماد علي التفسير العلمي للنصوص أو السير علي نهج الرسول و تقديس نخامته٠
و ليس بالإسلوب المنطقي في التجربة و البرهان في المختبرات. و لا بتشغيل آليات النقد كما هي صيحة العلم الحديث اليوم. و هذه هي مناهجنا التي دخلت تحبوا في المدارس العامة بالنقل و التكرار حتي آصبحنا صور مكررة ك (طبع\لصق) لبعضنا البعض دون أن تكون لنا إضافات تذكر. كما تمكنت هذه الثقافة المتوارثة من مناهجنا و نقحتها حسب الطائفة الغالبة في العدد (إيران شيعية إثنى عشرية، السعودية سنية وهابية) و أجبرت حتي من لا ينهج بنهجها علي أخذ هذه المناهج بقوة القانون و ترديد ما لغم بها في إتجاه أحادي إقصائي… و تحت مظله الدستور. و برزت الشخصيات الإعلامية الدينية و الدعوذية بدعم من الدولة بالضبط كما تدعم المواد الإستهلاكية في جمعياتها التعاونية، فأصبح المدعوذون هم علية القوم و أغنياؤه و تجاره، تعطي لهم شهادات الدكتوراه بشخطة قلم في جامعات و كليات لا يعترف بها أحد غيرهم ، و لنا في دولة الكويت نموذج حي ٠
فهل بعد عشرين سنة من كل مامضي “لغرس ” الفكر الأيدولوجي و إجبار المواطنين علي “دين الدولة” وصلنا إلي ما يشابه يوتوبيا المدينة الفاضلة المنشوده؟
تقول آخر التقارير أن معدل الجريمة في الكويت في حالة إزدياد مضطرد، و هذه السنة بلغت ٦٨ في المئة زيادة عن السنة الماضية حسب ما صرح به نائب رئيس المجلس الاعلى للقضاء الكويتي وعضو المحكمة الدستورية المستشار فيصل المرشد
شخصيا لا أعتقد بوجود المدينة الفاضلة إلا في الخيال، و لأكون أكثر واقعية أنا حتي لا أتوقع أن يخلو أي مجتمع من فساد أو جريمه، لأننا بالنهاية بشر، و البشر يختلفون بينهم. و علميا كل إنسان فريد بمواصفاته و درجة تطوره و حتي تعامله مع غيره . و لذا فلست ممن ينشد هذه اليوتوبيا و لا حتي أعتمد علي الإحصاءات بصورة دقيقة. و لكن الإحصاءات و إن كانت كاذبة كما يقول مارك توين
ألا أنها تعطي فكره أو صورة عامة عن الوضع العام. و الوضع العام حسب التقرير هو إزدياد معدل الجريمة ، و هذا متزامن مع إزدياد الفساد الحكومي و الفساد البرلماني، لدرجة أنه أصبح الفساد الفردي هو القاعدة و الأمانة هي العامل الشاذ. فأين هي المدينة الإسلامية الفاضلة؟ أو بالأحري أين هي نتائج الغرس الإسلامي في التقليل من الجريمة؟ و هل الإسلام هو الحل أم أنه أحد عوامل زيادة العقد؟
إذا لم يستطع المسلمون و علي مدي ١٥٠٠ سنه أن يخلقوا نموذج يقارب لهذه المدينة، ألا يعني ذلك أن هنالك خلل ما؟ و الطامة الكبري هي أننا نفتخر بكوننا أعظم خلق الله و معنا القرآن و الحديث و السنة المحمدية (دليل الإستخدام الآفضل بلا منازع) و مع ذلك لم نستطع أن نقلل من معدل الجريمة في مجتمعاتنا ! و إذا أردنا أن نكون صادقين في طرح هذه المشكلة و التي وصفها المستشار بأنها “خطيرة” فيجب أن نضع يدنا علي العلة، فأين هي العلة؟
هنالك إحتمالين لا ثالث لهما؛ إما نحن متخلفون “خلقة” عن بقية البشر في الأرض و اللوم هنا علي الرب الذي “خلقنا” أكثر تخلفا من بقية الأمم – غريب… مع أنه كرمنا عنهم!) ، أو أن وسيلتنا في النهج و النظام الإسلامي و الذي طبقناه في تشريعاتنا و دستورنا الشبه إسلامي و تعليمنا و إعلامنا و بنوكنا و علومنا و ثقافتنا بصورة عامة و السائدة كلها خطأ في خطأ. أو بمعني آخر: فشلت الصحوة الإسلامية المنادية بزيادة التدين بقوة القوانين من خلق الدولة المدنية . و المنطق يقول أنه لابد أن ندرس سبب فشلها لتفادي أخطاء جيل الصحوة في الجيل القادم٠
فهل ستكون هنالك دراسات علمية جادة و شفافة و صادقة و غير متحيزة لدراسة هذا الوضع المزري لمعرفة السبب من وراء إزدياد معدل الجريمة؟ هل سيتم وضع كل الإحتمالات بالحسبان بما في ذلك أثر التشريعات و القوانين الإسلامية و التي تعتمد علي القمع و المنع التي يفرضها المدعوذون السياسيون علي المجتمع بدلا من إتباع النهج العلماني و العلمي في بناء المدينة المدنية الحديثة و التي تحتاج لتخصصات علمية و تنافس بين علماء الإجتماع و علماء علم النفس و غيرهم من المختصين بالعلوم الحقيقية و ليس علم ” أهورا مازدا” و “زيوس”؟
و ماذا عن تصريح المستشار بأنه من الناحية المدنية ” أصبحت القضايا المالية من أكبر المسائل التي تفتت كيان الأسر”؟ فهل سيتم دراسة النظام الإسلامي للزواج و تكوين الأسرة، المبني علي أساس المادة تشريعا من الآية القرآنية ، [ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ]( النساء : 34 )و أثرهذا التشريع و المفاضلة بين الجنسين علي إزدياد القضايا الأسرية ( في محاكم الأحوال الشخصية المدارة من قبل رجال الدين)؟
لا أعتقد
أغلب الضن أننا سنسمع الأغلبية السائدة تردد “الله لا يغير علينا” فهذا الجيل هو نتاج تربية و تعليم جيل الغفوه (عفوا… الإساءة مقصوده)٠
كثيرا ما تصادفنا مغالطات من شيوخ الدين المسلمين و من ببغاواتهم من الأفراد في الشعوب الإسلامية المرددة لهم بتردد تم برمجته مسبقا علي شريط ضيق و كأنهم رسيفرات تلتقط الأمواج الصوتية طويلة المدي و اللحية لرجال الدين و تستقبل مهاتراتهم رافضة ما عداها من آراء أو حقائق ، و من ثم تعمل هذه الرسيفرات بإرسال الموجات بعد أن تضاعفها عشرتعش مرة إلي كل الإتجاهات لتصدر بدورها تلوث صوتي ينتج عن تداخل الموجات في الأجواء ، قاضية بذلك علي كل تفكير صافي و صوت عاقل، و خالطة الآراء الشخصية لجهلة المجتمع مع الحقائق العلمية و التي تضيع بدورها في وسط غبار الأهواء و الرغبات الشخصية في تحليل الأمور و رؤيتها بنظرة أحادية تشبع الميول النرجسيه لمن يري أن كل ما في الكون يدور حوله. و هذا المغالطات كثيرة لا يسع المكان هنا لذكرها كلها و لذا فسأركز هنا علي إحداها و التي هي عبارة عن مقولة تتردد دائما و أبدا في المجتمعات ذات الثقافة الإسلامية الصحراوية دون الإستناد إلي أساس من العلوم الإجتماعية أو السكلوجية أو الفيزيائية أو الإنثروبولوجية دع عنك التفسيرات المنطقية في ضوء علم نشأة الإنسان و تطوره ، أو حتي من التجارب الشخصية لصاحب الشأن . و هذه العبارة هي الآدعاء أنه من الطبيعي أن ” شهوة المرأة الجنسية أقل من شهوة الرجل” ، و إذا كانت هذه مجرد مغالطة كحواديت الجدات مثلها مثل مقولة أن “من يأكل لحم الخنزير يصبح كالخنزير فاقدا للغيرة علي أنثاه !”، أي ليس لها أي ضرر أو نفع في حياة البشر اليومية لهان الأمر ، أو بمعني آخر لو كان قياس قوة الشهوة الجنسية ليس مهما كقوة رختر في المفاضلة بين الجنسين و لا تقع عليه تبعات إجتماعية و سياسية و إقتصادية أخري فممكن أن نتغاضي عنه و لا نعيره أي إهتمام، و لكن الأمر مختلف بالنسبة للمسلمين و الثقافة الإسلامية ؛ فعلي هذا الأساس من التفاضل الجنسي البحت قام رب الرمال برسم نظام تشريعي كامل و شامل قوامه الحدود الإجتماعية لوضع المرأة في زنزانة الطبقية و إعطاء الرجل حق إمتلاكها و الأبناء حق خدمتهم . و كذلك تم تحديد نوعية العقاب و بالتفصيل القاسي لها في الآخره مع ترك خانة الثواب لمالئي الفراغ من وكلائه في الأرض. أي أن رب الرمال كلف النسوة بتكليف أكثر من الرجل في الدنيا و أدني في المستوي ، و يقابل ذلك تشريف و تكريم يكاد لا يبين لها في الآخرة في مقابل تفصيل ممل لثواب الرجل من حور عين و ولدان مخلدون ، و فوق البيعة زوجاته في الدنيا
فعلي الرغم من كون الإختلاف في الشهوة الجنسية بين الجنسين هو مجرد إفتراضات ذكورية (نسبة إلي مهندسها) فنجد أنه علي أساسها تم تبرير تكليف المرأة بأعباء إضافية لا تخرج عن أدوار العبيد و الخدم كتلك الأدوار المحددة و بفرمان إلاهي للطبقات العائلية الدنيا في الكيست المخصص في المجتمع الهندوسي ، و لكن بإختلاف واحد و هو أن تحديد هذه الطبقية لا يتم حسب الأعراق و الأحساب و لكن يتم حسب الجنس . فكل جنس له وظيفة إلاهية محددة لا يجوز له أن يفكر بتعدي حدودها . فإذا قامت المرأة بالأعمال المخصصة سلفا للرجل مثل العمل في سلك القضاة أو كابتن طائرة فهي مسترجلة أو بها خلل شرعي ، و إذا قام الرجل بالأعمال المخصصة للمرأة مثل الطبخ و الكنس أو حتي تبديل حفاضة إبنه القذرة فهو مخنث منبوذ، أو في أحسن الأحوال يكون “سكانه مرته” أي واقع تحت سحر و سيطرة إمرأته مما يجيز أو يعطي مبرر لنبذه في المجتمع الذكوري بإعتباره غير سوي . و كقاعدة عامة الرجل المسلم في النظام الإسلامي ليس فقط هو السيد و هو الملك و هو الإلاه في بيت الزوجية بل هو مركز الكون و كل ما عدا ذلك بما فيهم المرأة يدور في فلكه و خلق لخدمته . و لم يقتصر الأمر علي عدم الرجوع إلي العلوم الدنيوية لشرح طبيعة المرأة الجنسية و تفسير إحتياجاتها ، بل تعداه إلي إهمال أخذ رأي المرأة و تجاربها الخاصة بهذا الشأن و كأن الأمر لا يعنيها ، و من تذكر تجاربها الخاصة بصراحة يوصمها المجتمع بالفساد . فقام الرجل بشرح و وصف إحساسها نيابة عنها و كأنه يملك حتي أحاسيسها. ففسر ميلها له تفسيرا عاطفيا يخلو من الرغبة الجنسية أو علي الأقل لا يصل قواه قوة شهوته الأسترونوميكالية لها . و علي هذا المبدأ تم توزيع نصيبها من الدور “الطبيعي” لها في الدنيا و علي نفس الأساس تم إستنباط الثواب الآخروي لها بما يناسب طبيعتها العاطفية و ليست الجنسية كما هم يزعمون ليبرروا عدم عدل ربهم في مساواة المرأة للرجل في الثواب الآخروي مع زيادة العبيء و التكليف الدنيوي عليها. و لا يوجد أكثر من هذه الأيات تأكيدا علي تفضيل رب الرمال للرجل
و كذلك ما جاء في الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم “لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه ” رواه ابن ماجه (1853) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة .
في البوست الماضي كتب أبو هلال مبررا لعدم وجود العدل الإلاهي بحكمة ربانية نسردها في ما يللي
بالنسبة لمسألة الحور العين وما يقابلها للنساء
فاعلموا أن الجنة دار تشريف وليست دار ابتلاء كما هي الدنيا، بمعنى أن الرغبات التي نفتن بها في الدنيا، لا تكون فتنة في الآخرة، وإنما الرغبات هي حسب ما يلقي الله في القلب في الآخرة.
وعليه، فإن مسألة التركيز على الحور العين من حيث الوصف، هي من رحمة الله من باب البديل الذي يقابل شهوة الرجال في الدنيا لكي يكون عونا لهم على غض البصر والبعد عن الحرام.
والناظر في الوضع الطبيعي بشكل عام، يدرك الاختلاف بين شهوة الرجل وشهوة المرأة وما لدى الرجل من قدرة على ارتكاب الحرام من هذه الناحية مقابل ما لدى المرأة من قدرة، هذا طبعا في ظل وجود الضوابط في المجتمع وليس كما يحدث اليوم من شبه تساوي ومساواة بين الرجل والمرأة في فرص ووسائل ارتكاب المحرمات
و هذا الكلام ليس فقط رأي خاص بزميل الشبكة العنكبوتية بل هو الستيريوتايب في كل المجتمعات الإسلامية، فالرجل حيوان هائج لا يستطيع كبح جماح شهواته الجنسية برؤية المرأة و يسهل عليه الوقوع في الحرام . و لأنه كذلك فرب الرمال يستخدم ما حرم الرجل علي نفسه في الدنيا (لا أفهم كيف يكون جواز الجمع بين الأربع و كل ما ملكت أيمانهم حرمانا!) ليغريه به في الآخرة ، لاحظوا كيف أن اللغة التي يفهمها الرجل و يستطيع عمل قياس معها بالطيبات في الآخرة هي حسب مفهوم رب الرمال هي لغة الجنس. و حيث أن المرأة لا يغريها الجنس و لا يشدها صورة الرجل و جماله فهي الأكثر قدرة علي الحفاظ علي نفسها من الوقوع في الحرام و عليه فلا يشكل الجنس لها هاجس كما للرجل و بذا لا يحتاج رب الرمال أن يغريها به في الآخرة و كافي عليها واحد في الدنيا. بل كل ما إستطاع أن يوعدها به في الجنة هو التلاقي مع زوجها الدنوي حسب بعض التفاسير ، و ذلك إن هي رغبت في زوجها و لم تمانع أن تكون مجرد واحدة من نساؤه . ماذا لو هي لم تكن متزوجة؟ ماذا لو كانت تكره زوجها في الدنيا؟ كل هذه الأمور لا تهم رب الرمال و تركها لفتاوي وكلائه في الآرض ، فصار كل منهم يدلي بدلوه ، لأنها بالأساس لا تشكل له أهمية فدورها ثانوي مخصص للأرض حيث لا يوجد حور عين و لا عذراوات دائمات و لا ولدان مخلدون ( و المثلية محرم عليهم)، أما بالجنة فهنالك من يقوم بدورها و أكثر
و يعتبرون التبرير منطقي ؛ فمن الطبيعي أن يكون الجنسان مختلفان ، و من الطبيعي أن يكون التعامل مع أحدهما مختلف عن التعامل مع الآخر؛ كل بما يناسب طبيعته و رغبته الجنسية، مع أنه هو من خلق لهما هذه الرغبات و هو الذي فرق بينها في حدتها و لم يعدل. و لذا فمن الطبيعي أن تكون المرأة قد خلقت لغرض و دور واحد فقط و هو دور ثانوي تأتي أهميته كقارورة لحفظ منويات الرجل و رعايتها بالعواطف لبقاء النسل الذي يحمل هويته لوحده و هوية دينه . و لذا فالإسلام يحرص حرصا شديدا علي حسن إختيار الزوجة كما يحرص الطبيب علي أن يكون جهاز الحاضنة في مستشفاه مطابقا لشروط و نماذج قوائم السلامة قبل أن يوافق علي إستخدامها في خدمة الخدج
و لا يخجل المسلمون من التباهي بالعدل الإلاهي في أن الشريعة الإسلامية أعطت لطرفي عقد النكاح الحق في الإختيار مع أنه عندما يكون الأمر متعلقا بالمرأة فالإختيار ليس أمر فردي شخصي متعلق بها بل هو شأن كل ذكور عائلتها . و الإختيار ليس مطلق بل منحصر في من هو علي الديانة الإسلامية بتفضيل المتدين منهم بالطبع. فعن أبي حاتمالمزني – رضي الله عنه – عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ” إذا جاءكم منترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد ” وفي رواية : وفساد عريض . و مع أن الحديث لا يلزم بأن يكون دين الرجل هو الإسلام بصورة مباشرة و لا ما هو المقصود ب “خلقه”، ألا أنه تشريعيا لا يحق للمرأة المسلمة أن تنكح غير مسلم ، و إذا أراد غير المسلم أن يتزوج مسلمة فعليه أولا أن يبدل دينه و إلا تكون العلاقة محرمة . و كما يفهم ضمنيا و ثقافيا أن كل مسلم مؤمن يكون بالتبعية ذو خلق حسن . و لاحظوا الترهيب المباشر في حال رفض الزوج المتدين الخلوق و كيف تم إعطائه الأولوية في الإختيار علي كل ما عداه من صفات كالدرجة العلمية و العقل أو المال أو الحسب و النسب أو الشكل و الصورة أو حتي السن المناسب . بينما الأمور تتغير عندما يكون الموضوع يخص إختيار الزوجة لان مواصفات الترشيح للزواج من إمرأة تصب جميعها لهذا الدور الذي وجدت من أجله: أن تكون لعبة جميلة في الفراش فيشتهيها الرجل و يكثر من نكاحها ( و نكاح ثلاثة غيرها و كل ما يستطيع إمتلاكه من النسوة من حر ماله) حتي يبتعد عن النكاح بالحرام ، و تكون ذات دين حتي لا يخرج النسل عن المله، أو بمعني آخر : خليلة في الفراش، شيف في المطبخ، حاضنة و معلمة للأولاد، منظفه و مكنسة للبيت. و جزء من حرملك البيت ، و عدا عن ذلك فهو لا يليق بها و لا بوظيفتها “الطبيعية”٠
هذه بعض الأحاديث التي جاءت لإختيار ملكات الأيمان، أقصد الزوجات:٠
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خطب امرأةعقيمًا، فقال للرسول صلى الله عليه وسلم إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب إلا أنها لاتلد أفأتزوجها ؟ فنهاه، ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة فقال: “تزوجواالودود الولود فإني مكاثر بكم
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “تنكحالمرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك أوصى عثمان بن أبي العاص الثقفي أولاده فيتخير النطف فقال: “يا بني الناكح مغترس فلينظر امرؤ حيث يضع غرسه والعرق السوء قلماينجب فتخيروا ولو بعد حين” وسئل عمر بن الخطاب رضيالله عنه: ما حق الولد على أبيه؟ فأجاب بقوله: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمهالقرآن.
قال عليه الصلاة والسلام: لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسىحسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن علىالدين ، ولأمة ـ جارية ـ سوداء ذات دين أفضل
عندما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جابرًاـ رضي اللهعنه ـ: ” هل تزوجت ؟ فقال جابر: نعم يا رسول الله ، قال: بكرًا أم ثيبًا؟ قال: بلثيبًا، قال: فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك؟
المجموعة السابقة هي بعض الأحاديث التي جمعتها من المواقع الإسلامية علي الشبكة العنكبوتية و هي أحاديث صحيحة حسب زعمهم و كلها تصب في نفس الفكرة الذكورية و التي تصور الرجل بأنه مركز هذا الكون و كل شيء خلق فيه يدور حولة و حول رغباته، سواء كان هذا الشيء حيوانا أو إمرأة
منذ سنين و أنا فكرة العاطفة و الرغبة الجنسة و الفرق بينهما ظل يؤرق تفكيري و يحيرني. فلقد ترعرت في ثقافة تؤمن أن الرجل لا يستطيع أن يكبح جماح رغباتة الجنسية و أن المرأة مجرد فتنة لإختبار قوة تحمل الرجل و كذلك لإبتلاؤه بها . أو علي الأقل هذا ما يدعيه مفسروا الآية ” يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم”. و مع أني لم أستطيع في السابق و لا حتي أستطيع الآن أن أهضم هذه الآية و قسوتها في وصف الزوجة و الأولاد و لكن لنسلم جدلا أن هذا ما تعنيه الأية (لاحظوا كيف أن كل شيء يدور حول فلك الرجل) . فهمونا أن المرأة تميل أكثر للعواطف أي أنها تبحث عن الحب البريء مثل حب فاتن حمامه و ليس لديها شهوة جنسية أو شهوتها الجنسية علي الأقل لا تعادل شهوة الرجل و عليه فهي الأقدر علي حماية خطر فتنتها علي الرجل ، سواء بالحجاب الشكلي أو الفكري . أما الرجل فهو لا يحتاج أن يدخل في علاقة عاطفية مع المرأة كي ينكحها ، فهل هنالك عموما فرق بين العاطفة تجاه الجنس الآخر و الرغبة الجنسية ؟ و هل ممكن أن ينفصل أحدهما عن الآخر سواء للرجل أو للمرأة؟ شخصيا لا أعتقد أن هذا يعتمد علي الجنس و لكنه يعتمد علي الظرف
لو وضعنا موضوع شراء الجنس جانبا ، فالعواطف لا تأتي إلا بعد المعاشرة و لكن البداية تكون دائما بالميل و التجاذب الفيزيائي و الكيميائي للطرف الأخر . و هذا الميل أو الجذب يعتمد علي المشاعر الحسية كالنظر و الإعجاب بالصورة الشكلية أو رائحة معينة من الشخص أو الشخصية الجذابه. و من ثم يبدأ النكاح الفكري ، نعم تتخيل المرأة أنها في فراش الرجل و بين أحضانه كما يتخيل الرجل ذلك . فيفسره خيال الرجل بالمعاشرة الجنسية كما يفسره خيال المرأة تماما و لكن هذا الخيال يأخذ طابعا أكثر عاطفية من الرجل، و لا يعني ذلك أن الرجل يخلو من العواطف ، أما الرجل فتكون عواطفه تحت تصرفه. ليس فقط لأن طبيعتهما الفزيولوجية مختلفة ، و لكنه أيضا بسبب العوامل و الضغوط الإجتماعية و التي تكون علي المرأة في العادة أكثر من الرجل و خصوصا في المجتمعات الإسلامية العنصرية المغلقة . و هذا لا يعني أن المرأة لا تملك رغبة جنسية مثلها مثل الرجل تماما . أما مسألة شراء الجنس فمثلما يوجد هنالك من يشتري الجنس فهنالك من تبيعه و لا شأن للعواطف بالنسبة للطرفين هنا٠
أما عن الطبيعة الفيزيولوجية المختلفة للجنسين فعلم الإنسان أو الأنثروبولوجيا *يفسرها بالتالي: الرجل و بصورة عامة هو موزع للحيوانات المنوية و لذا فإختياره لأنثاه ليس معقدا، أي أنه ممكن أن يجامع فتاة يرتبط بها عاطفيا بصورة مؤقته، فهو يصنع ملايين الحيوانات المنوية في كل عملية جنسية ، و لا يهمه كيف يوزعها لأنه غير معني بتحمل تبعات هذه العملية من الحمل و الولادة، فلا يوجد عليه ضغط نفسي . أما المرأة و بصورة عامة أيضا فهي تصنع بيضة واحدة فقط في الشهر و لذلك فهي دقيقة في الإختيار و غير مستعدة أن تدخل في علاقة جنسية مع أي كان طالما لم يكن بالشروط التي يضعها عقلها الباطن و ذلك لوجود ضغط نفسي عليها في حالة حدوث الحمل و الإنجاب ، فطبيعي أن تختار من يضمن لجنينها البقاء ، و الضمان يكون بالجينات الحسنة مثل الشكل و الصحة و الذكاء ، أو بالقدرة المالية للإطمئنان علي مستقبل أبنائها . إذا فالتوزيع يكون للرجل، أما الإختيار فهو للمرأة، و هذه هي طبيعة كل من الجنسين ، و هذه الأمور ليس لها دخل بتاتا بقوة أو ضعف الرغبة الجنسية و لا يمكن حتي التعميم في مقارنتها سواء بين الرجل و المرأة أو حتي بين الجنس الواحد ، لأن الرغبة الجنسية مسألة فردية كفردية الشخص و فردية تطوره ، تتحكم بها عوامل متعددة منها ورائية و منها بيئية إجتماعية٠
ما يهمني في كلام الأخ أبو هلال هو قوله أن “الوضع الطبيعي” هو أن هنالك إختلاف في الشهوة الجنسية بين الرجل و المرأة، و ما أردت التأكيد عليه هو أنه و بناء علي ما جاء أعلاه فلا يوجد إختلاف في الشهوة الجنسية بين الجنسين . فكما يشتهي الرجل المرأة تشتهي المرأة الرجل و هذا هو الشيء الطبيعي . القدرة علي إرتكاب “الحرام” للرجل كما جاء في تحليل السيد أبو هلال ليس لكون شهوة الرجل تفوق شهوة المرأة و لكنه نابع من عدم خوفه نسبيا من توابع العملية و بعد تطور وسائل منع الحمل و عدم خوف المرأة من عواقب الدخول في علاقة جنسية تنتهي بالإنجاب لم يعد هنالك عائقا أمامها أن تدخل في علاقات “محرمة” كلما إشتهت رجل ما، و خصوصا إذا كانت معتمدة علي نفسها ماليا . و لكن يجب ألا ننسي أيضا الضغوط الإجتماعية و التي تزيد علي المرأة بصورة عامه أكثر من الرجل، و تبلغ مداها في المجتمعات الإسلامية٠
و الآن لنرجع إلي مسألة الثواب و العقاب الآخروي و الإختلاف بينها لكل جنس حيث قام رب الرمال بوعد الرجال بحور العين و الولدان المخلدون و فوقهم زوجاتهم في الدنيا، لا يوجد مقابله أي شيء للمرأة بناء علي هذا الإفتراض الواهي. و أبو هلال و في محاولة منه لإعطاء رب المسلمين العذر لتفرقتة بين الرجل و المرأة في الدنيا و في الآخرة فهو في الواقع أهانه . ففوق كون ربه ذكوري متعصب لجنسه فهو جاهل لا يعرف أنه سيأتي يوم تمارس فيه المرأة “شهواتها” الجنسية بكل حرية و بدون الخوف من الحمل و الولادة، و هذا شيء أصبح اليوم في البلاد الغربية من ضمن الحريات الشخصية التي لا يتدخل بها لا أب و لا أخ ، و ما يفرق بين النسوة في ممارسة “شهواتهن الجنسية” في تلك الدول عن الدول الإسلامية هو العادات و التقاليد و القوانين التشريعية التي تعاقب العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج الديني و ليس الفيزيولوجية الطبيعية، فهناك يتم كل شيء في العلن، أما في الشرق فكل شيء لدينا ضائع لأننا نفضل السكوت و السرية و عليه لا يوجد لدينا مادة إحصائية للمقارنة. فعندما قلت ردا عليه “ أريد رجال حور مفتولي العضلات” في الجنة ، حسبني شاذه عن القاعدة بقوله “فهل يا ترى بالفعل تشكل لك مسألة الحصول على أكثر من رجل مفتول العضلات في الدنيا كل هذا الهاجس يعني؟ تريدين أن تدعي ذلك؟ التشريعات تأتي للعموم، ولا أعتقد أننا نستطيع أن نعمم حالتك هذه على جميع النساء المسلمات!”، لا لست شاذة ، بل أنا جدا طبيعية و أفتخر بكوني علي طبيعتي ، فالمسألة ليست مسألة هاجس و لكنها مسألة مغالطات و إدعاءات بفهم الطبيعة الأنثوية و بناء نظام تشريعي متكامل ظالم مبني علي الجهل
فيا أيها المسلمون و المسلمات المرددين و المرددات بأن ربكم أكرم المرأة المسلمة و شرفها رجاءا إستخدموا عقولكم، أين هو التكريم و التشريف في العبودية؟ و كيف تتجرأون علي مقارنة المرأة في الغرب بالمرأة في الدول الإسلامية من حيث الرقي في إستخدام حريتها الشخصية؟ لا و ربكن الذي خلقكن فأذلكن ، هن الحريرات و أنتن الرقيق و إن لم يعجبكن كلامي
تحياتي
*
It’s not you, it’s Biology; The Science of Love, Sex, and Relationships by Joe Quirk
Alrawandi
A free minded blogger, a teacher who has had enough, has finally revealed his true identity and fled the atrocities of the Islamic system of his country; Saudi Arabia.
A revolutionist who has gone astray without prior planning
His book is already circulating the Net
He has much to say to the world
Enough is enough
This is his blog http://rawndy.blogspot.com
Has the age of enlightenment started in this part of the world?
Or could dictatorship prevail in the twenty-first century?
Alrawandi is a fighter and he chose to single-handedly fight the system his own way.
He may be mad
He may be acid-tongued
He may be gone overboard
But one thing is for sure:
He is freedom fighter
And he deserves our support
For the fight is not only his, even if we did not agree with the means
But, at the end of the day; who are we to judge?
Kudos to Alrawandi
An Update:
Great article by Eman Elbadah Click Here
English translation*
Why “Alrawandi”?/ Eman Ali Albadah
Sun, July 19, 2009
“Alrawandi” was able in a very short time to enforce himself as one of the most infamous atheist of the Golf region and the whole Arab blogging communities. It is evident from his writings that he is educated, an avid reader, and somewhat learned. But the most distinct feature (in his writing style) is his wrath and disgust with his kin, religion and country in a very peculiar fashion for a young man of his age who has a lot to look forward to.
Alrawandi, in a very strange move, has published his full name, address, photographs of himself and photo copies of his IDs and certificates; (a move) which is considered suicidal in our Islamic World. So what had prompted an educated youth to dwell into dismay and resort to suicide? What is behind his endless wrath and public display of atheism against all what his society is found on?
What pushed him to this limit is – as he explains in detail in his blog- is the social, political and religious hypocrisy ( of a society) that sheds tears on the veils (hijab) of Moslem women in France and Turkey, while misusing and suppressing women publicly in all the Islamic world under a lawful creed umbrella, rant human rights Justus and, at the same time, practice slavery in its most vicious forms under the same umbrella. (Society) that calls for a dialog and tolerance and, at the same time, chases and sues others with different faiths or even different opinions. What pushed him to insanity boarders is the utter silence of the government against the Islamic Fatwas (advisory opinion) that encourages, and militarizes the youth for fighting in Iraq and Afghanistan in their blooming ages.
What made him lose his sanity was the (legal) permission to court an infant, ban alcoholic-based disinfectants in cleaning detergents, and absolve drinking urine. It killed him to see the waste in Arab youths and identities while their sheikhs (clerics) discuss trivialities such as menstruation, post pregnancy, and what invalidates ablution as if they were novelties of the twenty-first century.
Alrawandi, with his own conviction, is alcoholic, and his writing style has surpassed any limits of morality and public properness. But in any case, (Alrawandi) is one of many cases that symbolizes the vast number of his likes, in different age groups, who are prone to self-destruction and slow-pace suicide?
Most of the commentators on his blog are the educated youth, who had the courage to think and search, outside the boundaries of school curriculums and official books. They have queries, comments and opinions that are not very popular, but remain legitimate. On the opposite side there are the grand “ sages” of the nation, ready with mockery, disowning, belittlement and terrorism, (so) nothing was left for them but to disbelieve everything and resort to remorse and suicide.
Thinking (out of the box) is a blessing that caused humanity to evolve; contemplation and criticism are two beneficial traits that broke the barriers of “the shortcoming” of culture. It opened doors for creativity and novelty. (Now) how to deal with these traits is the difference between societies that are destined to evolve and survive, and those that (chose to) eat themselves to extinction. As for the fear over “founding ethics” and “historical facts” (rhetoric), this is nothing but a veil under which terror against renovation and change is concealed. Truth is obvious for any sane person to conceive in his heart before his mind, doesn’t the youth deserve some of our time and tolerance?
For quite some time Ream felt the euphoric satisfaction of a newly discovered internal power. The feeling was so liberating. For years she dreaded getting into an argument with Ali. Ali never respected her as an equal when taking important family decisions, to him there was only one captain to the ship, he ordered and the rest obeyed without discussion or objection, or that’s what he sought. When things went against his wish, most of the time as a result of some decision that Ream had to make because he was not there in the first place to order the “right” action, he’d growl with a deafening roar, alarming the household by breaking everything at his sight. With time Ream developed a phobia from raised voices, she just wanted peace at any price, and regardless of her apparent strong façade, just a slight rise in Ali’s tone hyperventilated her. But the years of workout in the gym has finally paid off, at last she was free from fear, but not from guilt. Long after her grandmother’s death, Ream still could see her wagging a finger at her, warning of disobedience to her husband; a good Muslim wife does not have the right to disobey her husband, angles curse her and forever she is doomed, in this life and hereafter. Guilt brought sadness and remorse, she prayed to God for forgiveness, and for some understanding of the actions that she lost control over. A more reason for her to feel helpless as a continuous source of sin.
This story was brought to mind when I read Silhouette’s post of Islam’s honor of women by legalizing women beating. I have written in the past about that, and drawn attention that such acts are inherent in the Islamic preaching that was decreed straightforward from the Quran. And also showed that no matter what, Moslems might differ over many things, women’s welfare remain the same for all sects. The verse ” As to those women on whose part you fear disloyalty and ill conduct, admonish them, refuse to share their beds, and beat them” (4:34) apparently is causing problems for Moslems to adjust to the modern civil laws that protect women against violence. Therefore many Islamic clerics have beaten around the bush to justify violence against women since they cannot revoke the verse nor deny it. Sheikh Yourself Qaradhawi the Qatari mufti gave his fatwa that, “It is Permissible for the husband to beat the wife, only Lightly” basing his fatwa (legal decree) on a tradition of Mohammad which equates the beating to the tapping of miswak (a small stick used to clean the residues between teeth). I.e., it’s not the beating act that should be debated with Moslem believers, but it’s severity. Obviously not bearing in mind the brutality and dehumanization of the act itself. Here is more of the same. Another cleric,Sheikh Abdulmihsin Alebikan, legal consultant in the Saudi Justice department gave a fatwa lately to authorize violence against men, only in self-defense (this is not a joke) and that was after an incident when a man killed his wife after a bout of beating, and was sentenced to death. In other words; solving a “wrong” with another “wrong” action, when they have to provide more excuses to give to the benevolent, just God who discriminates against genders that he supposedly created for reasons that only He is aware of!
Now after this latest fatwa I guess Ream can rest asure that she was not sinning when she broke her husband’s leg since she considered that as self-defense, or was it!
Recent Comments